"الراس الحامي" في البص.. يهرب

خالد الغربي
الجمعة   2017/10/13
الاشتباك أسفر عن سقوط جريحين اصابتهما غير خطرة

شهد مخيم البص في مدينة صور، منتصف ليل الخميس في 12 تشرين الأول، تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار مصحوباً بقذائف B7 وقنابل يدوية، استمر لساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، في 13 تشرين الأول، بين عناصر من حركة فتح وأخرين يقودهم المطلوب للقضاء اللبناني ن. طعمة، وهو فلسطيني (أردني)، بتهم مختلفة بينها الاتجار بالمخدرات.

وتؤكد مصادر فلسطينية، لـ"المدن"، أن طعمة كان موجوداً قبل أيام خارج المخيم ولم يجر اعتقاله من قبل القوى الأمنية اللبنانية، التي طلبت الخميس من اللجنة الأمنية الفلسطينية القبض عليه فوراً وتسليمه للأمن اللبناني، خصوصاً أنه قام أخيراً بإدخال كمية كبيرة من المخدرات.

وعندما حاول مقاتلون من حركة فتح وعناصر من اللجنة الأمنية الفلسطينية اعتقال طعمة، وبعد اقتراب القوة المداهمة من منزله، تفاجأت أن مجموعة مسلحة لا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد الواحدة، بينهم اللبناني ط. حداد، كانت معه، وقد بادرت إلى إطلاق نار كثيف على القوة، وبشكل عشوائي في اتجاه المنازل المجاورة.

ويروي مسؤول ميداني فتحاوي، لـ"المدن"، أن طعمة احتمى بابنه الطفل وأمه وأخته، متخذاً منهم دروعاً بشرية. ما أعاق مهمة القوة المداهمة، التي امتنعت عن اطلاق النار حماية للأرواح. وقد طلب عناصر فتح من أهله اخلاء المنزل لاقتحامه. لكن، طعمة فر وتوارى إلى جهة ما داخل المخيم.

وما ساعد في عدم توسع الاشتباكات واستمرارها أنها لم تكن خلافات بين الفصائل الفلسطينية. رغم ذلك، فإن هذا الاشتباك روّع سكان المخيم بمساحته الصغيرة، خصوصاً أن سكانه ينعمون إلى حد بعيد بالأمن داخل المخيم، الذي يقع في منطقة يسيطر عليها الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل. ووفق مصادر فلسطينية، فإن الاشتباك أسفر عن سقوط جريحين اصابتهما غير خطرة، وأضرار مادية جسيمة في السيارات والمنازل والمحال.

وطعمة، وهو في العقد الرابع من العمر انتمى سابقاً إلى فتح، دأب منذ فترة طويلة على ممارسة كل المحظورات، محاولاً بسط سلطته واعطاء نفسه هالة كبيرة. وكان يردد، وفق سكان البص، "أنا راسي حامي ورقم في معادلة المخيم". وبات السكان يخشون أن يكون أولادهم ضحايا مخدرات يتاجر بها ويروجها داخل المخيم وخارجه، كما متاجرته بالسلاح، فضلاً عن محاولاته فرض خوات على أبناء البص.

إلى جانب طعمة، يبرز اسم اللبناني ط. حداد الذي يقيم في المخيم وتوارى معه، وهو مطلوب للقضاء اللبناني، ويعتبر الشريك الأساسي لطعمة.

ويقول المسؤول الإعلامي في حركة فتح محمد البقاعي، لـ"المدن"، إن "هناك قراراً من الحركة والفصائل الفلسطينية باعتقاله ومجموعته. وقرارنا الحازم هو عدم السماح بأن تكون مخيمات صور مصدر تهديد لأمن المجتمع المدني الفلسطيني داخل المخيمات ولا مصدر تهديد للجوار اللبناني".