القضاء يجدد للكوستا برافا مرة إضافية

حنان حمدان
الثلاثاء   2017/01/24
الحكومة لاتزال تتعامل مع وجود المطمر كأنه أمر واقع (المدن)

أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا حسن حمدان قراراً، الثلاثاء 24 كانون الثاني، قضى باستمرار العمل في مطمر كوستا برافا مؤقتاً إلى حين البت في القضية وصدور القرار النهائي، الثلاثاء في 31 كانون الثاني، على أن يستكمل نقل النفايات إليه حتى ذلك الحين.

القرار الجديد صدر في ختام الجلسة التي عقدت الثلاثاء، وأبدى فيها المحامون من جهة الإدعاء مرافعاتهم الشفهية مطالبين بإقفال المطمر نهائياً. وبناء على ذلك، تقرر ترك المطمر مفتوحاً أمام النفايات والسماح لاتحاد بلديات الضاحية بإدخال نفاياتها خلال الأيام السبعة المقبلة إلى حين صدور قرار نهائي، وفق ما أكد المحامي عباس سرور في حديث إلى "المدن".

من جهة ثانية، يبدو أن الادارات المعنية لم يحرجها طلب القضاء تقديم تقارير عن واقع المطمر وأثاره على صحة المواطنين، حيث تجاهلت وزارتا الصحة والزراعة طلب حمدان، رغم انعقاد الجلسة الأخيرة للبت بالقضية.

تأجيل القرار وعدم البت فيه، يشي بضغوط سياسية تمارس على القضاء في الوقت الراهن، كما يرى كثيرون، وبالتالي فإن التمديد للمطمر أسبوعاً آخر، وإن كان يندرج في سياق التروي من قبل القضاء على أمل الإستناد إلى تقارير جديدة من أجل الوصول إلى قرار مناسب، لا يلغي وجود خطر حالي على الطيران المدني والمسافرين، والذي قد يتحول إلى مأساة على اللبنانيين بانتظار قرار الإقفال الأخير.

ويرى الخبير البيئي بول أبي راشد، في اتصال مع "المدن"، أنه في حال كان الهدف من وراء تأجيل الإقفال هو إعطاء نفس جديد للحل وتمكين المسؤولين من ايجاد حل بديل، وتفادياً لانتشار النفايات في الشارع، فإن قرار التأجيل مقبول، لأيام قليلة ليس أكثر. علماً أن أبي راشد يؤكد موقفه الرافض للمطمر ودعمه للمحامين في الدعوى المقامة من أجل اقفاله.

وفي سياق متصل، يلفت أبي راشد إلى أن مجموعة من البيئيين وبعض ممثلي المجتمع المدني يتفاوضون مع ممثلين عن السلطة في إجتماعات أولى وسريعة منذ أيام، حيث يتمحور النقاش حول حل بيئي بديل لمطمر كوستا برافا مطروح على الطاولة في الوقت الراهن. وهذا الحل سيعتمد لمدة عام في مرحلة انتقالية، يكون فيها الحل المعتمد بيئي، غير مكلف وسريع التنفيذ، ومن شأنه أن يقلل من حجم النفايات التي تطمر في برج حمود إلى حين اقفاله كلياً. ويؤكد أبي راشد أنه يشعر بجدية وأذان صاغية للحل البيئي المطروح هذه المرة من قبل رئاسة الجمهورية والحكومة على حد سواء.

وفي خطوة معاكسة، أرسل وزير البيئة طارق الخطيب، الثلاثاء، إلى كل من وزارة الأشغال العامة، المديرية العامة للطيران المدني ومجلس الانماء والاعمار، دراسة أعدها المتخصص في الطيور البرية وبيئتها الدكتور غسان جرادي، حول كيفية التخلص من الطيور في محيط مطار بيروت الدولي، وسبل ابعادها عن حركته عن طريق الأصوات المنفرة، ومدى تأثيرها على المطار. ودعا الخطيب إلى اعتماد الدراسة كمرجع أساسي للمحافظة على سلامة الطيران المدني، كما طلب جرادي من المسؤولين في المطار أن يكون لديهم برنامج للتحكم بالطيور ومراقبتها ليلاً ونهاراً. ما يظهر أن الحكومة لاتزال تتعامل مع وجود المطمر وطيور النورس التي يجلبها على أنه أمر واقع يجب التعايش معه بمعزل عن خيار إزالة المطمر نهائياً.