رياشي في الضاحية.. "حيث لا يجرؤ الآخرون"

منير الربيع
الثلاثاء   2017/01/24
تعكس الدعوة وتلبيتها الراحة في العلاقة بين الطرفين (علي علوش)

اكتسب الوزير ملحم رياشي لقب عرّاب المصالحات المستحيلة. من يعرف خيّاط العلاقة التحالفية العونية- القواتية قطبة قطبة بعد خلاف وجودي بين الطرفين، يلحظ هدوءه المدوّي. قليل الكلام. يكاد يتكلّم بنظرات عينيه. الجميع بالنسبة إليه من أهل البيت. ما إن يطرح أحد عليه سؤالاً حول حدث أو تفصيل سياسي، ولتجنّب الإجابة على قاعدة استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، حتى يتوجه إلى سائله: "أنت من أهل البيت، ولا فرق بيننا وبينك، ومتى يحصل أي جديد، ستعلم فوراً به". وبالتالي يعلم الجميع وقت إنضاج "الطبخة".

حين بدأ الحوار بين القوات والتيار الوطني الحرّ، استبعد كثيرون إمكانية تحقيق تقدّم إيجابي غير بروتوكولي، أو روتيني. لكن رياشي تمسّك بصمته إلى حين إعلان النوايا، ثم إعلان التحالف الذي أطلق عليه في حينه عنوان "أوعا خيّك". الأربعاء، في 25 كانون الثاني، يشقّ رياشي طريق القوات اللبنانية إلى الضاحية الجنوبية. صحيح أن الدعوة إعلامية تقنية، لكن لا يمكن فصلها عن مسار التواصل بين القوات وحزب الله، وبالتالي فإن رياشي الذي حقق المصالحة القواتية العونية، قد يبدأ طريقه لتحقيق المصالحة مع حزب الله.

تعكس الدعوة وتلبيتها الراحة في العلاقة، وإنعدام العدائية التي كانت موجودة في السابق، هذا إذا ما وضعت في سياق بروتوكولي عادي، بأنها دعوة طبيعية لوزير الإعلام. عليه، يؤكد رياشي أن ما بين القوات والحزب تواصل لا تفاوض، وهذا أمر طبيعي بفعل وجودهما داخل حكومة واحدة، وداخل مجلس النواب. وهنا لا يمكن إغفال التنسيق الذي بدأ بين وزير الإعلام ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله، وذلك بهدف وضع خطة لوزارة الإعلام.

يشير رياشي إلى أن التواصل هو من صلب عقيدة القوّات، ومن هذا المنطلق يأتي التواصل مع الحزب. فيما يعتبر أن التفاوض لأجل أهداف ومواضيع سياسية غير موجود اليوم، معتبراً أنه حين سيحصل ذلك سيكون علنياً.

لا ينفي رياشي وجود اختلاف في التوجهات السياسية بين حزب الله والقوات، مع تأكيد الاستعداد للحوار. وهذا يحتاج إلى قرار مركزي من حزب القوات، وإذا ما كلّف به، فهي مهمة تشرّفه، لكن هذا غير مطروح الآن.

لولا مكان اللقاء لغابت عنه الإستثنائية، إذ ثمة لقاءات عدة تعقد بين نواب الطرفين في مجلس النواب للتشاور في أمور عديدة، وكذلك بين الوزراء. والقوات كما حزب الله، لا يريدان تحميل المسألة حالياً أكثر مما تحتمل، إذ تعتبر مصادر قريبة من الحزب أن ما يجري هو في إطار التواصل العادي غير الإستثنائي، والذي لا يشمل مواضيع إستثنائية. وتشير مصادر الحزب إلى أن الأمور غير جاهزة بعد لفتح حوار يقود إلى ورقة تفاهم مع القوات.