"محدلة" السلطة تفوز برابطة الثانوي

عماد الزغبي
الإثنين   2017/01/16
بدأت كرة الثلج تكبر لدى التيار النقابي المستقل (ريشار سمور)

لم يكن فوز لائحة العمل النقابي بكاملها والمدعومة من الأحزاب، مفاجئاً حتى للائحتين المتنافستين، في انتخابات الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي. وجاءت النتائج بعد انتهاء اليوم الطويل، الأحد 15 كانون الثاني، من "معركة انتخابية ديموقراطية" متوقعة جراء تحالف القوى الأساسية على الساحة اللبنانية، من خلال مشاركة تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، مقابل مجموعة من المستقلين، المدعومين من الحزب الشيوعي اللبناني والجماعة الإسلامية.

والفوز الكاسح للائحة العمل النقابي، كان بفعل التزام أعضاء مجلس المندوبين لدى هذه الأحزاب، بالاقتراع للائحة واحدة من دون ترك أي مقعد شاغر، يسهل خرقها، على غرار ما حصل في الدورة السابقة، عندما ترك مقعد للنقابي حنا غريب، فتمكن من خلاله النقابي فيصل زيود مع غريب من الوصول إلى الهيئة الإدارية.

وتمثلت اللائحة الفائزة بالأحزاب كالآتي: إثنان لأمل، ثلاثة للمستقبل، إثنان لحزب الله، واحد للمردة، واحد للمكتب الإسلامي- الشمال، إثنان للحزب التقدمي الاشتراكي، خمسة للتيار الوطني، واحد للقوات وواحد لتيار العزم.

في المقابل، بدأت كرة الثلج تكبر لدى التيار النقابي المستقل، الذي عمل منذ عامين على كشف الخلل في التحالفات السابقة، والتركيز على فشل الرابطة السابقة في تحقيق أي مشروع من المطالب المرفوعة والمزمنة، باستثناء بعض الأمور، التي يصفها معارضو الرابطة بأنها روتينية.

لم يعكر اليوم الانتخابي أي حادث يذكر، أو تسجل أي حالة اعتراض رغم وجود ثلاث لوائح متنافسة، واحدة مكتملة من 18 عضواً برئاسة النقابي نزيه جباوي ومدعومة من الأحزاب، وثانية غير مكتملة من 15 عضواً برئاسة جورج سعادة ومدعومة من الشيوعي والجماعة الإسلامية، وثالثة من ثلاثة أعضاء بقيادة النقابي فيصل زيود.

وبحساب صغير لحجم لائحة العمل النقابي، يتبين أن المستقبل تمكن من تأمين نحو مئة مندوب وعدد مماثل لأمل. كذلك صب مؤيدو حزب الله والوطني الحر والاشتراكي أصواتهم. ما أسهم في إيصال اللائحة كاملة بأكثر من 300 صوت من أصل 456 مقترعاً، علماً أن عدد مجلس المندوبين هو 504.

والبارز أن عملية التشطيب كانت قليلة، في حين فسحت لائحة التيار النقابي المستقل المجال أمام المقترعين لإدخال ثلاثة أسماء، إما من ضمن لائحة زيود، أو ثلاثة من لائحة العمل النقابي وتحديداً أحمد الخير ونزيه جباوي وغادة الزعتري. ووجدت لوائح تضم نقابيين فحسب، وكان عددها قليلاً جداً.

وكان لافتاً حضور مسؤولي المكاتب التربوية ميدانياً، ومتابعتهم مجريات العملية الانتخابية، خصوصاً من قبل مسؤول المكتب التربوي المركزي في أمل الدكتور حسن اللقيس، منسق العمل النقابي في المستقبل وليد جرادي، مسؤول المكتب التربوي في الاشتراكي سمير نجم، ومسؤول المكتب التربوي في الوطني الحر روكي مهنا، إضافة إلى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، الذي أوضح أن مشاركته في العملية الانتخابية، هي بصفته النقابية، وأثنى على نبض الأساتذة، مشيراً إلى أن الرابطة ينقصها قرار نقابي مستقل للتحرك وتحقيق الحقوق والموقع الوظيفي. وأكد أن لا خلاف على الحقوق والموقع، إنما هذه لا تأتي من السلطة، وتحتاج إلى تحرك، والتحرك يحتاج إلى قرار نقابي مستقل.

وأثنى وليد جرادي على انتهاء اليوم الانتخابي بنجاح، والتزام المندوبين بالتصويت للائحة العمل النقابي، لثقتهم الكاملة بحكمة وصوابية القيادة، التي ستعمل دائماً من أجل حق الأساتذة وموقعهم. وشكر من شارك في اليوم الديموقراطي، والعرس الانتخابي، متمنياً النجاح للرابطة الجديدة في مسيرتها.

وأكد مهنا أن الفوز هو جراء التزام المندوبين باللائحة، رغم أن تشكيلها جاء في اللحظات الأخيرة بتوافق الأحزاب كلها. وهذا يؤشر إلى أن الجو العام في البلد ينعكس إيجاباً، رغم بعض الانتقادات من هنا وهناك. ولفت إلى أن الوقت قد حان لأن يحصل الأساتذة على حقوقهم، مؤكداً أن الوطني الحر سيكون أول الداعمين لهذه الحقوق.

اعتراف بالفوز
إثر صدور النتائج، اعترف الجميع بفوز لائحة العمل النقابي، وأهدى رئيس اللائحة نزيه جباوي، عبر "المدن"، الفوز إلى أساتذة التعليم الثانوي، مطمئناً أن على كاهل الرابطة حمل مسؤولية جميع الأساتذة، ورفع مطالبهم إلى المسؤولين وفي مقدمها السعي إلى استرجاع الموقع الوظيفي، وضمان الحقوق المكتسبة، وتعديل سلسلة الرتب والرواتب، بما يتناسب مع تطلعات الأساتذة، على أن تكون عادلة وتحفظ الحقوق، كما سبق وطالبت الرابطة.

وأكد أن الرابطة ستعمل على تحصين موقع الأساتذة والتعليم الثانوي، وإقرار المطالبة السابقة، بدخول حملة الماستر وما فوق إلى التعليم الثانوي.

أما بالنسبة إلى من لم يحالفهم الحظ، فأكد جباوي أن يوم الأثنين هو يوم جديد، والجميع شركاء في الرابطة لأنها تجمعنا، وتجمع المطالب، "لذا علينا التوحد والإنطلاق في مسيرة جديدة صفاً واحداً لتأمين الحقوق، وحفظ موقع الأستاذ الثانوي".

وأكد رئيس لائحة التيار النقابي المستقل جورج سعادة، أن لائحته خاضت معركة ضد تكتل أحزاب السلطة، بما يملكه "من وسائل ترغيب وترهيب للأساتذة". وقال لـ"المدن": "انتخب الأساتذة، وجاءت النتيجة فوز لائحة أحزاب السلطة، لكن التيار النقابي، نجح من خلال أصوات نحو 35 في المئة من مجلس المندوبين، وهذه النسبة المحترمة نؤسس عليها لنعارض من ضمن وحدة الرابطة، الحريصون عليها".

وإذ هنأ سعادة الفائزين، أكد أن التيار النقابي سيراقب عمل الرابطة الجديدة، و"نحاسب ونلاحق حقوق الأساتذة التي تعهدت بها اللائحة الرابحة. ونتمنى أن تترجم التعهدات إلى واقع لننتزع حقوقنا". وختم: "ننتظر من الرابطة الجديدة وضع برنامج وخطة تحرك، خصوصاً مع إنطلاق عمل مؤسسات الدولة، لما فيه خير أساتذة التعليم الثانوي".

ورأى النقابي فيصل زيود أن الانتخابات بالشكل كانت ديموقراطية وعملاً انتخابياً، وبعد فرز الأصوات، تبين وجود نوع من "المحدلة" والتزام بالعمل السياسي. وهذا دليل على أن العمل النقابي سيس، وهناك خطورة من تبعية السلطة.

وبالنسبة إلى خوضه المعركة بلائحة من ثلاثة أعضاء، أشار زيود إلى أن الرهان كان على إيجاد فسحة للتعبير المستقل، واصفاً النتيجة التي حصلت عليه لائحته، وإن كانت أرقامها صغيرة، بالمقبولة.

وقد أتفق عدد من النقابيين على ضرورة الوحدة، وشدد النقابي فؤاد أيوب على ضرورة تحسين وتحصين التعليم الثانوي لبدء مرحلة جديدة. وأكدت النقابية سلام بدرالدين أنه قبل التحسين والتحصين على الأساتذة الوقوف في وجه الظلم، متحدين.

وباركت النقابية بهية البعلبكي للفائزين بعضوية الهيئة الإدارية الجديدة لرابطة الثانويين؛ وللائحة القرار النقابي المستقل فوزها بأكثر من 33% من الأصوات. وقالت: " لو قبلت الرابطة باعتماد النسبية في احتساب نتائج الانتخابات لكان التيار النقابي المستقل قد حاز أكثر من ثلث مقاعد الهيئة الادارية في مواجهة 12 حزباً، لكنهم رفضوا ليظلوا وحدهم المتحكمين بتحرك- أو بالأحرى بمنع تحرك- الرابطة".

النتائج
وبعد فرز الصوات جاءت النتائج كالآتي: أحمد الخير 305 أصوات، نزيه جباوي 302، غادة الزعتري 298، حيدر خليفة 298، عصمت ضو 295، ماهر مرعي 295، مارتا دحدح 293، عبد المنعم عطوي 292، إيليان الشالوحي 287، علي يزبك 286، طوني الحداد 284، أحمد معربوني 279، سليمان جوهر 277، محمد وليد الحفار 277، ناصر الظنط 276، جيلبير السخن 275، أنطوان نهرا 272 وجميل ملو 272.

أما الخاسرون: جورج سعادة 153 صوتاً، حسن مظلوم 145، مازن جبري 139، سهام أنطون 151، إيمان حنينة 138، تاج الدين غزاوي 141، وسيم دريج 133، سلام بدر الدين 135، هليل حمية 138، فارس خوري 137، نوال الحجار 135، محمد الخليل 139، ميسون سليمان 134، عبد الحمان رفاعي 132، سميرة فقيه 131، محمد شبو 40، فيصل زيود 93، سامي أبو علي 36.