المطران كبوجي: رمز قضية فلسطين
تقول الحكاية إن كبوجي أعتقل، في آب 1974، من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتعاونه مع المقاومة الفلسطينية وتهريبه السلاح لها. حكم عليه بالسجن 12 سنة، قضى منها 3 سنوات فقط، ثم أخلي سبيله اثر وساطة البابا بولس السادس ورؤساء الكنائس في القدس، في 6 تشرين الثاني 1977، ورحل إلى روما.
لكن حكاية كبوجي مع فلسطين هي حكايته الأولى، في تحولها نذراً، وتحوله رمزاً لقضيتها. فهو منذ عين نائباً بطريركياً في القدس، في العام 1965، إنحاز إلى خدمة الفلسطينيين، في الداخل والخارج. فـ"أرض فلسطين"، على ما قال في خطابه الشهير في مدرسة الروم الكاثوليك في بيت حننيا، "هي الأم لكل أبنائها".
في 6 تشرين الثاني 1977، خرج كبوجي من سجنه بكامل ثيابه الأسقفية وقبّل أرض فلسطين للمرة الأخيرة. ومنذ ذهابه إلى روما، حيث عين زائراً رسولياً على الروم الكاثوليك في أوروبا الغربية، لم يزر الدول العربية. لكن، عند انتهاء مدة محكوميته، في العام 1986، كانت أول زيارة له لسوريا.
كان كبوجي يردد دائماً رغبته في العودة إلى فلسطين ليلتقي بأبنائه الفلسطينيين، ليكون قريباً إليهم ويشاركهم في آلامهم ومعاناتهم. لكنه، كان يمنع كل مرة. وكان يبذل جهوداً كثيرة من أجل تأمين المساعدات على أنواعها لدعم المؤسسات الفلسطينية، ولاسيما الاجتماعية في القدس والضفة الغربية.
في 1 كانون الثاني 2017، توفي المطران كبوجي. في 9 كانون الثاني، ودعت طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان وفلسطين والعالم العربي كبوجي، الذي شغل منصب النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين، في مأتم رسمي في كنيسة سيدة البشارة البطريركية في الربوة. وتقديراً لنضاله في سبيل الدفاع عن الحق الفلسطيني في الأرض والهوية، منحه رئيس الجمهورية ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور.