رسائل عسكرية بين لبنان وإسرائيل.. براً وبحراً

سامي خليفة
السبت   2016/05/28
أعلنت البحرية الإسرائيلية عن نهج عسكري جديد للحد من تهديدات "حزب الله" (Getty)
حملت ذكرى تحرير الجنوب تطورات عسكرية مقلقة للجانبين اللبناني والإسرائيلي، فتشييد الجيش اللبناني أبراج مراقبة لصيقة بالشريط الشائك أقلق المستوطنين والقيادة العسكرية الإسرائيلية، واختبار البحرية الإسرائيلية منظومة "تامير أدير" المضادة للصواريخ في توقيت يبدو مدروساً للإعلان عنها قبيل الاحتفال بذكرى الإنسحاب الإسرائيلي، كان بمثابة رسالة مباشرة إلى "حزب الله".

إقامة الجيش اللبناني تسعة أبراج للمراقبة قرب الحدود الشمالية لإسرائيل يبلغ ارتفاع الواحد منها 15 متراً، وفي نقاط تسمح برؤية مناطق واسعة من شمال إسرائيل بما فيها خليج حيفا، أثارت مخاوف القيادة العسكرية الإسرائيلية. فللمرة الأولى تقوم المؤسسة العسكرية بخطوة مماثلة. وقد أعراب المتخصص الأمني في موقع "كيبوتس"، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن خشيته من إستيلاء "حزب الله" على هذه الأبراج خلال أي حرب مقبلة، خصوصاً أنها تبعد أقل من ثلث ميل من مستوطنة كيبوتس.

وبثّت هذه الأبراج القلق بين المستوطنين الإسرائيليين الذين طالبوا بإزالتها خوفاً من سيطرة "حزب الله" عليها. وطالب رئيس المجلس البلدي في مستوطنة شلومي، آفي نعمان، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت باتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالتها. ورغم أن قرار مجلس الأمن 1701، سمح ببناء أبراج مراقبة في "المنطقة المنزوعة السلاح" بين الخط الأزرق على الحدود ومجرى نهر الليطاني، إلا أن الجيش الإسرائيلي يرى في الخطوة اللبنانية مصدر تهديد ويعمل حالياَ على تقييم مستوى الخطر للرد بالطريقة التي يراها مناسبة.

وسبق الإعلان عن تشييد الأبراج اختبار البحرية الإسرائيلية منظومة "تامير أدير" المضادة للصواريخ البحرية التي صممتها بشكل مشترك الصناعات الجوية الإسرائيلية و"شركة رافائيل" ووزارة الدفاع الإسرائيلية. وقد خصص الإعلام الإسرائيلي حيزاً واسعاً للحديث عن هذه المنظومة، فالنماذج التي ستطور منها وستُزود بها فرقاطة "ساعر 5" و"ساعر 6" التي تصنع الشركة الألمانية المتخصصة في العمليات البحرية "بلوم اند فوس" أربع نسخ منها لإسرائيل ستكون قادرة على صد صواريخ "حزب الله" البحرية بشكل حاسم بعدما نجحت الاختبارات الأولية باعتراض الأهداف قصيرة المدى على بعد ثلاثين كيلومتراً من الساحل، وفقاً للكولونيل آرييل شير، رئيس وحدة المنظومات القتالية في البحرية الإسرائيلية.

المنظومة الجديدة أو القبة الحديدية بنسختها البحرية، ستفرض وفق مصادر الحزب عبر "المدن"، تحدياتٍ جديدة في المعادلة البحرية. فهي تُعتبر من المنظومات الأحدث عالمياً وجاهزة حالياً لاعتراض القدائف والصواريخ القصيرة المدى وتشمل 3 منصات لإطلاق الصواريخ كل منصة تحتوي على 20 صاروخ إعتراضي من نوع Tamir بمقدور هذه الصواريخ تدمير الهدف بمسافة 4 و70 كيلومتراً.

واختارت الدولة العبرية ذكرى الاحتفال بالتحرير (25 أيار) للإعلان أنها ستضيف إلى منظومة "تامير أدير" نظاماً مضاداً للصواريخ IAImade "باراك 8" في عام 2017 لحماية منصات الغاز البحرية بشكل حاسم وتعطيل قدرات الحزب الصاروخية. وهو نسخة مُطورة من نظام "باراك 1" لحماية السفن، للتعامل مع تهديد أكثر أهمية كصواريخ "حزب الله" الموجهة بالرادار، والتي تشمل صواريخ "ياخونت" الأسرع من الصوت، ومجموعة من صواريخ أرض- بحر، مع مدى يصل إلى 300 كم يمكن أن تستخدم لمهاجمة موانئ حيفا وأشدود من الساحل السوري واللبناني.

وكان لافتاً إعلان البحرية الإسرائيلية، على لسان قائدها الجنرال ران روتبيرغ، عن نهج عسكري جديد للحد من تهديدات "حزب الله" يقوم على "التفوق البحري"، إذ تم تدشين مركز جديد للسيطرة على الحرائق، ومكرس لتحديد أهداف العدو وتخصيص الإحداثيات لسلاح الجو، وقيادة المنطقة الشمالية لجيش الدفاع الإسرائيلي، والسفن البحرية. وتم تزويد السفن البحرية بمزيد من صواريخ بحر- أرض، ما يعكس الطبيعة المتغيرة لمهماتها. وتركيب أجهزة استشعار بحرية للكشف بالسونار في شمال إسرائيل، يهدف إلى التنبيه بالصوت في حال وقوع هجوم من "حزب الله" باستخدام غواصين من الكوماندوز للوصول إلى الشاطئ الإسرائيلي.

وقد أعلنت البحرية دمج نفسها في وظائف قتالية للقوات البرية. وكشفت عن سفينتين حربيتين، يطلق عليهما اسم "مانتا"، وتم تصميمهما لنقل الخدمات اللوجستية إلى الوحدات البرية في الساحات القتالية.