"حزب الله" باق في سوريا.. وإن أعاد إنتشاره

ربيع حداد
الأربعاء   2016/03/16
الحزب لن ينسحب من سوريا إلا بعد الحلّ السياسي

لن يؤثر الانسحاب الروسي من سوريا على مجريات الأزمة، كما لا يمكن الخروج باستنتاجات سريعة لهذا التطور اللافت، وليس هناك من داع لتحميله أكثر مما يحتمل. هكذا يختصر مقربون من "حزب الله" كل الإجابات على الأسئلة حول موقف الحزب مما جرى، ويرفضون الربط بين القرار الروسي، وأي شيء يتعلّق بنشاط الحزب على الساحة السورية.

لا يمكن بالنسبة الى المطّلعين على قرار الحزب، المسارعة في قراءة تطورات الموقف وتداعياته، لكنه لا شك يعتبر تطوراً لافتاً ويجب قراءته من خلال كل التطورات الدولية والاقليمية حول سوريا، وتعتبر المصادر ان القرار يأتي بناء على تفاهم روسي - اميركي، وسيكون محصوراً في سياق توفير المزيد من الأجواء الملائمة لنجاح الهدنة ومفاوضات جنيف، والدخول في مرحلة بدء الحل السياسي.

هي مرحلة جديدة ومفصلية تنتظرها سوريا، لكن "حزب الله" مطمئن لمسار الأمور، اذ ان التدخل الروسي أدى دوره وحقق أهدافه بدعم النظام السوري وتثبيت سيطرته وتوسعه في عدد من المناطق، وبالتالي فإن "مرحلة اسقاط النظام اصبحت وراءنا" بحسب ما يقول قيادي بارز في الحزب ل"المدن"، مضيفاً أن روسيا ومنذ تدخلها في سوريا أعلنت ان هذا التدخل لن يطول ويهدف الى تسريع الحل السياسي الذي تنضج ظروف الدخول به.

كل ذلك لن يؤثر على لبنان ولن يسهم في تغيير اي موقف من مواقف القوى، لا بل ان الانعكاس اللبناني للتطورات الخارجية سيكون عند انجاز الحل السوري وليس الآن، ومن هنا يقول القيادي : "إن الحزب لن يسحب قواته من سوريا، وهو مستمر في القتال هناك حتى نهاية الحرب واعلان الاتفاق"، نافياً كل الاخبار التي تحدثت عن سحب الحزب لمقاتليه من سوريا، مؤكداً ان ما يجري قد يكون اعادة تموضع او تغيير في الخطط العسكرية او تبديل للفرق والعناصر. ويقلل من أهمية التعاطي مع قرار الانسحاب الروسي، معتبراً ان روسيا تسحب الفائض من جنودها ومعداتها العسكرية، فيما سيبقى جزء اساسي من القوات الروسية الى حين تثبيت وقف اطلاق النار.

في المقابل، تعتبر مصادر مواكبة للتطورات ل"المدن" ان ما جرى يفرض على الحزب اعادة التموضع، خصوصاً ان ما جرى يأتي بناء على اتفاق أميركي - روسي وبالتالي على جميع الاطراف الالتزام به، بدءا من الالتزام بالهدنة وصولاً الى الالتزام بموجبات التسوية السياسية. وعليه تعتبر المصادر ان الحزب لن يعلن الإنسحاب على الرغم من سحب قواته من بعض المناطق، لافتة الى ان تغيير الانتشار العسكري ينسجم مع التطورات، لأنه لن يتمكن من الوقوف في وجه التسوية، خصوصاً ان التقدم الميداني الذي حصل مؤخراً سواء في ريف اللاذقية او ريف حلب، كان بناء على غطاء جوي وعسكري روسي، واليوم بعد تراجع الغطاء الروسي، لن يستطيع الحزب التقدم ميدانياً.

وتكشف معلومات "المدن" عن تلقي "حزب الله" العديد من الطلبات حول ضرورة سحب قواته من سوريا، هذا الامر لن يحصل بالنسبة للحزب، لكنه ايضاً لن يضع نفسه لا عسكرياً ولا سياسياً بمواجهة اي اتفاق، لأنه حينها لن يكون في موقع المتصرّف على راحته.

ولا تخفي المصادر أن إيران منزعجة مما جرى، منذ بداية الهدنة، وصولاً إلى مفاوضات جنيف، والآن مع الإنسحاب الروسي، وهذا بسبب انها عنصر غير مقرر على الطاولة، لا بل متبلِّغ بضرورة تطبيق الاتفاق الأميركي - الروسي.

وتعليقاً على هذا الكلام تعتبر المصادر ان "حزب الله" سيسحب قواته من بعض المناطق الخاضعة لاتفاق الفدرلة، وبالتالي سيخرج من الشمال السوري، وتؤكد المصادر أن "حزب الله" بدأ بسحب بعض فرقه وقواته في سوريا، خصوصاً من الشمال،  إلا انه لن ينسحب من سوريا المفيدة، وهنا تكشف المصادر ان "حزب الله" تبلّغ بالقرار الروسي منذ يوم الاحد الفائت، وطلب منه سحب قواته من المناطق الأساسية التي تمركز فيها الروس، أي في الشمال السوري.