عين الحلوة: "أضرب واهرب".. ومخدرات

خالد الغربي
الخميس   2016/12/08
بعد كل حادث أمني يكثر الكلام عن أحداث خطرة تنتظر المخيم
في عين الحلوة، كل مسؤول يغني على ليلاه، بينما أبناء المخيم يئنون تحت وطأة مسلسل حوادث أمنية، تقع بين الحين والآخر بين عناصر من حركة فتح وآخرين أصوليين، تارة تأخذ شكل الاشتباكات المسلحة وطوراً تصفيات واغتيالات. وكما هي العادة، بقدرة قادر، تتوقف جولة اشتباكات في انتظار جولة جديدة.


مصادر أمنية لبنانية تشير لـ"المدن"، إلى أن "الوضع داخل عين الحلوة لا هو متماسك ولا هو ممسوك. ما يعني أن التوترات قد تتصاعد لاحقاً وتزداد الحوادث الأمنية. على أن ذلك لا يعني انفجار الوضع على نطاق واسع داخل المخيم، بل سيبقى بين مد وجزر. وما يساعد على ذلك هو أنَّ لا مصلحة للمتخاصمين من توسيع دائرة التوترات داخل المخيم".

أما خارج المخيم، فتعتبر المصادر ذاتها أن "خطر الأعمال الإرهابية واستهداف الأمن اللبناني عبر تسلل إرهابيين من المخيم يبقى قائماً ولا يمكن الاستكانة أو التهاون فيه. وتقتضي مواجهته اتخاذ تدابير وإجراءات استباقية". وتبدو المصادر، في حديثها إلى "المدن"، كمن يبرر بناء جدار اسمنتي عازل (يفضل الجيش تسميته سور حماية)، متوقف العمل به راهناً بعد حملة رفض واسعة النطاق له من قوى لبنانية وفلسطينية وهيئات أهلية وقانونية. وفيما يُرجَّح ألا يكون توقف بناء الجدار نهائياً، تطالب الأجهزة الأمنية اللبنانية فصائل عين الحلوة وقواه وفعالياته "بتحمل مسؤولياتها وضبط الحالات الشاذة داخل المخيم، والتعاون مع القوى الأمنية اللبنانية التي لن تألوا جهدا في الحفاظ على الأمن".

في مكتب أحد "أبوات" المخيم يقص الراوون من أنصاره بطولات عنه. يقولون: "باستطاعة المعلم انهاء الحالات الشاذة واجتثاثها بنص ساعة.. ولكن!". وتتبع هذه الـ"لكن" مطالبة بتعزيز نفوذه ومده بالفلوس، أو اشتراطاً على السلطات اللبنانية تنظيف سجله الأمني (علماً أن هذا "الأبو" يصول ويجول بمواكبة أمنية في صيدا). أما الحقيقة فهي أن أحداً ليس باستطاعته ان يقف مسلسل عبث فوضوي تقوم به عناصر ومجموعات يغلب عليها طابع أصولي امتهنت نظرية "أضرب وأهرب".

بعد كل حادث أمني يعكّر صفو عين الحلوة، يكثر الكلام عن أحداث خطرة تنتظر المخيم. والبعض يجنح في اتجاه "الويل والثبور وعظائم الأمور"، وما يجري تضخيم الأمور كالحديث عن دخول عناصر داعشية مدربة، وتعزيز قدرات عناصر أصولية، وبالتالي الإيحاء بأن الآتي من الأيام سيكون صعباً على المخيم، وهو تضخيم يتعامل معه أبناء المخيم كـ"أخبار ملفقة". "فالمخيم ليس بؤرة إرهابية"، يقول قادة فصائل يسارية داخل عين الحلوة، متسائلين ما الهدف من التضخيم؟ قبل ان يجيبوا: "خدمة لأهداف غير فلسطينية وغير لبنانية"، وإن كانوا لا ينفون وجود حالات أصولية وفدت سابقاً إلى المخيم، والحوادث الأمنية المتكررة تبقي العيون شاخصة في اتجاهه.

متابعون لما يجري داخل عين الحلوة، أفادوا "المدن" أن المجموعات الأصولية المتهمة بافتعال الأحداث، هي من يبادر إلى تسجيل الأهداف في ما بينها وعلى حركة فتح التي ضعف جسمها الحركي وتشتّت. أما الحديث عن تمدد المجموعات الأصولية وبسط سيطرتها على أحياء في المخيم، فليس جديداً، ويندرج ضمن سياق خطة مدروسة احكمت فيها ودون أي مواجهة عسكرية على احياء أخرى بعدما كان نفوذها مقتصراً على مخيم الطوارئ.

مثقل، عين الحلوة، بالهواجس الأمنية وأكثر منها همومه الاجتماعية والمعيشية. وقد أُضيف إليها مؤخراً، هاجس تفشي ظاهرة الاتجار بالمخدرات ومحاولة ترويجها في أوساط الشباب. وقد زادت هذه الظاهرة من رفع إشكالات وحوادث أمنية تحصل داخل عين الحلوة. وكثيرون يؤكدون أن حوادث حصلت مؤخراً كان سببها المخدرات والترويج لها.