توقيف إرهابيين في بقاعصفرين: فرار الرأس المدبر

المدن - سياسة
الأربعاء   2016/12/07
تمكن الرأس المدبر من التواري حتى الآن (أرشيف/ Getty)

تكرَّس نمط الأمن الوقائي منذ سنوات في لبنان، خصوصاً في سعي الأجهزة الأمنية إلى جمع معلومات للقبض على شبكات إرهابية والمتورطين معها. نجحت الأجهزة الأمنية في أكثر من مكان، وتمكنت من تفكيك عدد من تلك الشبكات. وهذا ما حصل في بلدة بقاعصفرين في قضاء الضنية. فمنذ صباح الأحد، 4 كانون الأول، كانت وحدات من الجيش اللبناني تتعقّب عناصر مرتبطة بتنظيمات إرهابية، بناءً على معلومات وردت إلى مديرية المخابرات عن تحضير هؤلاء للقيام بعملية أمنية.

وتشير مصادر عسكرية لـ"المدن"، إلى أن الهدف من هذه المداهمات هو سجين إسلامي سابق، متهم بالتواصل مع جهات إرهابية خارج لبنان، خصوصاً في سوريا. وخلال عملية الدهم الأولى استطاعت مديرية المخابرات توقيف أحد الأشخاص المرتبطين به، الذي اعترف بمجموعة الإتصال التي يرتبط بها. في هذا الوقت، حرّض السجين الإسلامي عدداً من الشبان في البلدة على إطلاق النار على مركز للجيش مساء الأحد 4 كانون الأول. ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر، وقد يكون هدف ذلك إشغال الجيش بغية تأمين طريق آمن لهروبه أو تواريه عن الأنظار. وهو نجح حتى الآن.

في التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات مع الموقوف، أقر بأسماء المجموعة التي ينتمي إليها، وهي مؤلفة من خمسة شبان لبنانيين، لديهم توجهات متطرفة. لكن حتى الآن لا يبدو أنهم مجهزون بالعتاد الكامل لتنفيذ أي عملية أمنية خطيرة.

فجر الأربعاء، في 7 كانون الأول، توجهت قوة من مديرية المخابرات إلى بقاعصفرين، بناءً على المعلومات التي أصبحت بحوزتها عن مكان وجود الشبان المتورطين في تنفيذ الاعتداء على مركز الجيش. ووفق مصادر عسكرية فإن مداهمة المبنى الذي كانوا يختبئون فيه كانت خاطفة وسريعة، خصوصاً مع تجنب حصول اشتباك أو تمكن الشبان من اجراء أي اتصال. فقُبض على أ. وردة، و. وردة، أ.ن، ز.ش. وي.ش، وضبطت القوة بحوزتهم بندقيتين حربيتين (كلاشنيكوف)، إحداهما أستخدمت في الاعتداء على مركز الجيش.

وتلفت المصادر إلى أن التحقيقات ستستمر مع هؤلاء لكشف كامل عناصر الشبكة، والجهة التي يتواصلون معها، في ظل أجواء تشير إلى وجود ميول عندهم إلى تنظيم داعش. وتفيد المصادر بأن الهدف الأساسي هو الشخص الذي يعتبر الرأس المدبر لهذه المجموعة وهو السجين السابق.

اللافت أن ظهور هذه المجموعة جاء بعد نشر فيديو لتنظيم داعش يدعي أن عناصر التنظيم الموجودين في كل الدول سيعملون على شن هجمات لحماية أهل السنة من بغداد إلى بيروت. وتعتبر المصادر أن تحقيقاتها ومتابعاتها مستمرة لتفكيك هذه الشبكات وتوقيف أي عنصر على علاقة مع هذا التنظيم أو غيره، فيما يؤكد أهالي المنطقة وقوفهم خلف الجيش ورفضهم أي اعتداء يطاله.