لبنان على إنقسامه: جمعة للأرمن وأحد لطرابلس

المدن - سياسة
الجمعة   2015/04/24
سلام إتصل بكيشيشيان: لبنان يعتز بكل مكوناته (المدن)

أحيا أرمن لبنان مئوية الإبادة التي تعرضوا لها قبل مئة عام على يد السلطنة العثمانية، وسط إنقسام لبناني داخلي وخارجي، بعد أن عبر عدد من السياسيين والمشايخ المحسوبين على الطائفة السنية، عن اعتراضهم، بعد قرار وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب إغلاق المدارس في هذه الذكرى.

وفيما تستعد طرابلس للرد، عبر رفع الأعلام التركية، وإحياء ذكرى تحريرها من الصليبيين، حاول رئيس الحكومة تمام سلام تهدئة الخواطر، مجرياً لهذه الغاية إتصالاً بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، معربا عن "مشاعر التعاطف مع الطوائف الأرمنية كافة في الذكرى المئوية الأليمة للمجازر التي تعرض لها الشعب الأرمني"، وعن "تقدير جميع اللبنانيين للدور الايجابي والبناء الذي تضطلع به الطوائف الأرمنية كافة في الاطار الوطني الجامع بهدف تعزيز وحدتنا وتماسكنا الوطني"، ومؤكداً أن "لبنان يعتز بكل مكوناته ويعيش قضاياها وما تحملته تاريخيا من مآس".

خطوة سلام هذه سبقتها زيارة رئيس حزب "الطاشناق" النائب أغوب بقرادونيان، على رأس وفد من الحزب، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، لتطويق ذيول الإشتباك، المرجح أن يستمر. واذ تبين أن زيارة رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل إلى تركيا، كانت بغرض تمثيل سلام، في افتتاح مؤتمر "السلام" الذي اقامته تركيا في ذكرى مرور مئة عام على معركة "غاليبولي"، وعاد ليل أمس، تبين أن وزير العدل أشرف ريفي، الذي نشرت له صور محاطاً بأعلام تركية، سيبقى للمشاركة في احتفالات المناسبة.

وفي يريفان، شارك وزير الخارجية جبران باسيل الذي التقى نظيره الارمني ادوار نلبديان بحضور وفد من "التيار الوطني الحر" ضم وزيري الطاقة والمياه ارتور نظاريان والتربية والتعليم العالي الياس بو صعب، في احتفالات الذكرى، بعد أن استبقها ببيان صادر عن الخارجية أدان فيه الإبادة التي تمت "على أيدي القوى الظلامية في الامبراطورية العثمانية المترنحة"، مطالباً تركيا بالإعتراف، ومشبها "النفس الاجرامي الذي أدى الى ابادة الشعب الأرمني" بـ"ذلك الذي نعايشه من قبل تنظيمات ارهابية لا إنسانية مثل داعش والنصرة".

وعلى وقع الإنقسام الحكومي، إنطلق الأرمن في مسيرة كبيرة من  كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في إنطلياس، باتجاه ملعب برج حمود، بدعوة من الاحزاب الأرمينية الثلاثة "الهنشاك" و"الطاشناق" و"الرمغافار"، وضمت حشدا من الفاعليات السياسية اللبنانية والمواطنين، حيث أقيم مهرجان خطابي وألقيت خلاله كلمات باللغة العربية للأحزاب الثلاثة.

وكان البطريرك آرام الاول كيشيشيان ترأس القداس الإلهي لراحة أنفس ضحايا الإبادة، وألقى كلمة أكد فيها أن الأرمن لا يعتبرون "تركيا عدواً ولكن لنا مطالب محقة وعادلة"، ومشيراً إلى أنه " ليس لقضيتنا أي علاقة بالدين. لقد عاش الأرمن مع المسلمين والعرب جنبا إلى جنب بإحترام متبادل وتفاهم، ونحن ممتنون لإخواننا العرب الذين فتحوا ديارهم أمام الناجين من الإبادة والمجازر وتقاسموا خبزهم وبيوتهم".