لبنان إمارة سعودية..!

نديم قطيش
الإثنين   2015/04/13

 تستعر، منذ انطلاق عاصفة الحزم، الحملة على المملكة العربية السعودية. ليس غريبا ان يكون لبنان هو احدى هذه الساحات والمنصات التي تستهدف عموم دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية على وجه الخصوص. وتتأرجح هذه الحملة بين الكلام السياسي الغث وبين الشتائم، وتسوى كلها في قالب مقاومة تغول  سعودي افتراضي. آخر تقليعات هذه الحملة كلام للنائب "المثقف" في حزب الله نواف الموسوي، أكد فيه بتعالٍ معهود على "رفض تحوّل لبنان إلى إمارة سعودية".

فلبنان اكبر واهم برأيه من ان يكون مجرد إمارة سعودية، لان ما يتمتع به من مواصفات وخصائص تؤهله ربما لان يكون محافظة ايرانية بامتياز.

نرفض تحول لبنان الى إمارة سعودية، حيث تفيد المؤشرات الدولية المتخصصة الى ان الطلب على الوظائف في المملكة ارتفع بنسبة 30%، وهي أعلى نسبة نمو في التوظيف على المدى الطويل مقارنة مع بقية دول الخليج العربي. واللافت ان الارتفاعات تركزت على القطاعات التي تتطلب كفاءات في مجال الإبداع والابتكار في حين شهدت الوظائف في قطاع النفط والغاز أكبر انخفاض في الشهر الماضي متأثرة بانخفاض أسعار النفط، وهو القطاع الوحيد الذي سجل انخفاضاً في الوظائف بمعدل نمو سلبي سنوي 3%. في المقابل فإن نسبة أرتفاع أعداد الفقراء في لبنان بلغت 61 في المئة منذ العام 2011، ومن لم يسقط منهم في خانة الفقر فبفضل فُرص العمل نفسها في دول مجلس التعاون الخليجي، والسعودية تحديداً، وليس في ايران بالتأكيد. دعك عن اقفال اكثر من ٣٧٠ مؤسسة تجارية في وسط بيروت وحده، الوسط الذي أقفله حزب الله، وحوله الى مدينة اشباح لم تنتعش منذ ذلك الحين.

نرفض ان يكون لبنان إمارة سعودية، حيث حازت الخطوط الجوية العربية السعودية على المركز التاسع ضمن أفضل ١٠ شركات طيران يعتمد عليها عالمياً، بحسب تقرير لموقع "CBS" الإخباري.

اما نحن فأوصلنا مشروع المقاومة الى ان تبلغ السلطات البريطانية المعنية، شركة طيرانها "بريتيش ايرويز" قرارها القاضي بوقف نقل البضائع من "مطار رفيق الحريري" في بيروت، اعتبارا من أول آذار الماضي، بسبب عدم تطبيق المعايير الدولية في التفتيش والتدقيق، وارتفاع نسبة الأخطار، قبل ان تستنفر السلطات المعنية في لبنان للمعالجة بصيغة الطوارئ.

اضرب مثلين فقط في النهوض الاقتصادي الذي يأنف سعادته منه.

لكن في الواقع انا اقدر للنائب الموسوي شفافيته. فهذه نماذج لا يريدها لانها تفضح نموذجه الذي يعمل حزبه على فرضه على اللبنانيين، ويعري واقع الامبراطورية الايرانية الورقية، حيث أغلق الشهر الفائت العديد من صفوف المدارس في جميع أنحاء إيران بسبب احتجاجات مئات الآلاف من المعلمين على الوضع المعيشي السيء وبطلب من نقابة المعلمين الإيرانية للمرة الثانية خلال فترة أقل من شهر. وقد تظاهر المعلمون الإيرانيون احتجاجا  في مراكز المحافظات الإيرانية والعديد من المدن الأخرى منها طهران ومشهد والأحواز وشيراز وبوشهر وقزوين ومريوان وسقز وسنندج وبروجرد وشاهرود وكرج ومدن عديدة أخرى. وحسب آخر الإحصائيات الرسمية، فان خط الفقر للعائلة الايرانية التي تتكون من 5 أفراد، هو ما يقارب 900 دولاراً في المدن الكبرى، بينما لا يتجاوز معدل رواتب المعلمين 300 دولار. هؤلاء المعلمون جزء من اكثر من ٤٥ مليون إيراني يعيشون على المعونات الحكومية.

لا ينفع هنا ان يتنطح من يذكرنا بالعقوبات الشيطانية، التي ساهمت لا شك في إفقار ايران وضرب مستويات المعيشة فيها. لكن هذا تبسيط وتعميم بحسب وزير الاقتصاد الايراني علي طيب نيا، الذي اعتبر منذ اسابيع أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية للصعوبات الاقتصادية في ايران. الأول: وجود خلل في البنية الاقتصادية والتي ورثناها من قبل الثورة، والثاني: استمرار ارتباط الاقتصاد بالنفط في الأعوام التي تلت الثورة، والثالث: السياسات الاقتصادية السيئة التي طبقت خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى تفاقم الوضع". وقال المسؤول الإيراني: "عندما فُرِضت العقوبات على إيران، كان الاقتصاد الإيراني متعلقاً بالنفط بشكل كبير، وبناءً على هذا، بالرغم من إلغاء العقوبات التي من المفترض أن توفر ظروف جيدة لاقتصادنا، إلا أن هذا ليس معناه أننا سنتخلص من حالة الركود والتضخم التي صاحبتنا بشكل مزمن خلال الفترة الماضية".

هذه صورة مختصرة وربما تقارب الكاريكاتور عن واقع ووقائع يحاول محور الممانعة التعالي عليها بالعنتربات والخطابات والهواء الساخن.

الحقيقة يا حضرة النائب "المثقف" ليتنا إمارة سعودية.