سمير فرنجية لـ"المدن": التسوية لم تحسم!

المدن - سياسة
الخميس   2015/11/26
الأولوية لحماية لبنان ومنع الفتنة

يحاول النائب السابق سمير فرنجية استشراف مستقبل المنطقة، ولبنان، في ضوء كل التطورات الجارية، ويراقب التصعيد العسكري الذي تشهده سوريا، ويدقق بكل ما يعقد من لقاءات دولية للدخول إلى التسويات الكبرى، لكن لا شيء واضحاً بعد، ولا شيء محسوماً، على الرغم من أنه حاول استباق كل ذلك من خلال تأسيسه قبل أشهر مؤتمر السلام الدائم، يحضر أرضية ثقافية لتعيد إحياء إنتفاضة تغير المشهد الراكد في لبنان، والقائم على أساس المحاصصة والمحسوبية.

تحتل "14 آذار" صدارة أي حديث مع فرنجية. يعترف لـ"المدن"، بجرأته المعهودة أن "التصدع في قوى 14 آذار يعود الى الضياع في الرؤية، واختلاف الاولويات، خصوصاً أن هناك اولويات داخلية، واخرى خارجية لها علاقة بالتطورات الاقليمية، ولا سيما في سوريا".

لكن المخارج في المقابل لهذه الحالة تبدو منظورة لفرنجية. اذ يشير إلى وجوب "إعادة تحديد الأولوية الوطنية وليس السياسية في ضوء ما يجري في المنطقة"، لكنه كذلك لا يخفي صعوبة ذلك، خصوصاً أنه كان من المفترض مؤخراً أن يصدر موقف عن قوى "14 آذار" رداً على مبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لكن لم يصدر أي موقف.

بوضوح يستشف من حديث فرنجية أن الأولوية بالنسبة له هو لـ"حماية لبنان ومنع الفتنة"، وليس "التفاصيل السياسية"، وإنطلاقاً من ذلك يضع حوار "المستقبل" و"حزب الله" في خانة الضرورة الوطنية والإسلامية، فيما ينتقد حوار "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، الذي لم يقدم شيئاً، خصوصاً أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال "عون هو من يأخذ المبادرات، فيما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير "جعجع ظهر بسبب الحوار وكأن دوره معطل لأنه واقف على الحياد"، مستشهداً بالتحريض الأخير لعون ضد "المستقبل" والطائفة السنية، وعدم قدرة جعجع على اتخاذ أي موقف.

وبما أن الأولوية واضحة بالنسبة لفرنجية، فإن الشق الأقليمي لا يغيب عن حديثه، خصوصاً أن "هناك تفاوضاً جدياً في المنطقة، ومصير بشار الأسد هو العقبة الأساسية أمام هذا التفاوض، خصوصاً أن الروس اقتنعوا في فيينا بأن على الأسد الرحيل بعد سنة وستة أشهر من المرحلة الإنتقالية"، لكنه يرى أن "الأمور قد تذهب أبعد من ذلك، بمعنى تشكيل هيئة حكم إنتقالية، وترحيل الأسد، لأن هناك تسوية شاملة كبيرة، خصوصاً أنه لم يعد هناك إمكانية للجم هذا العنف من دون تسوية شاملة، أو عبر معالجة كل مشكلة على حدة، وبالتالي يجب طي الصفحة بالكامل، وهناك شبه قناعة بهذا الأمر، على الأقل لدى الأميركيين والروس وهناك عمل على إقناع الإيرانيين".

ووفق رؤيته للواقع في المنطقة، يعتبر أنه "لا يجب تكبير حجر لبنان، وربطه بهذه المسألة، لأن مسألة لبنان وبند الرئاسة قد تكون نقطة بسيطة من نقاط التسوية، والكلام اليوم هو عن كيفية التحضير للمرحلة الإنتقالية بأقل خسائر ممكنة، وبالتأكيد حينها سيعود حزب الله من سوريا، وقد يتبين شيء ربما في الشهر الأول من السنة المقبلة، ولذلك يجري البحث في امكانية اسقاط التسوية على الداخل اللبنانية، لكن لا شيء واضحاً بعد".