العونيون يُدشنون "ميليشياهم" بالواسطة!

منير الربيع
الإثنين   2014/09/29
شكل التضامن يضرّ الجيش ولا يفيده

حكي كثيراً عن حالة التسلّح التي يقوم بها المسيحيون الموالون للتيار الوطني الحرّ في بعض القرى والمناطق الحدودية وغير الحدودية. بدأ التسلّح العلني المرفق بمواقف تجاهر بالإستعداد لحمل السلاح وإعادة إحياء منطق الأمن الذاتي في القرى المسيحية في البقاع الشمالي، ليتوسّع وينتشر أكثر في البقاع الأوسط، وصولاً إلى الجنوب وتحديداً في قرى شرق صيدا وجزّين.

بعد معارك عرسال طغى التسلّح العلني لدى العونيين، ترافق مع حاجة حزب الله إلى تجنيد مقاتلين من طوائف أخرى لترفع عن كاهله ضغوط غرقه في الحرب السورية، بعد إشهار حالة التسلّح في المناطق لجأ العونيون إلى حركة ميليشياوية في العاصمة، قامت مجموعات شبابية منهم بإقتحام مكاتب قناة الجزيرة في القنطاري، ما يوحي وكأن منطق الميليشيا بدأ يتكرّس ويُترجم.

ما يعزّز هذا الكلام هو موقف النائب آلان عون، الذي أقرّ بحصول تسليح لمناصري التيار في عدد المناطق ولكن هذا التسليح مدروس وبتنسيق مع الدولة وأجهزتها وفق ما أعلن. لا يمكن فصل موجة التسلّح هذه عن الوتر الذي يلعب عليه التيار العوني وهو إستشعار الخطر على الأقليات في ظل موجة المجموعات المتطرفة، أي بذريعة الدفاع عن النفس والوجود. وما يقوم به التيار يهدف إلى تصعيد المواجهة بين الجيش والمجموعات المسلّحة لأسباب مصلحية بالنسبة للتيار أولاً على صعيد شعبيته وثانياً على صعيد تحالفاته وخصوصاً تجاوبه مع متطلبات الحليف الوثيق وهو حزب الله الذي يريد إشارك الجميع في معركته تحت شعار أن الخطر داهم على الجميع.

إلى جانب كلّ هذه الأسباب الواسعة والشاملة، هناك من يعتبر أحد أسباب هذا الموضوع هو خلق مشهد وجوّ من الفقاعة الإعلامية للتغطية على ما قام به وزير الخارجية جبران باسيل في الأمم المتحدة، ولكن لا شك أن هناك أرضية لدى التيار العوني للقيام بتحركات كهذه دعماً للجيش وخصوصاً لقائد فوج المغاوير شامل روكز، والجدير ذكره أن الإعتصام أتى بعد ردّ روكز على الإعلامي فيصل القاسم عبر فيسبوك بتعليق جاء فيه: "هناك خنازير برية ينجسها الإسلام وهناك خنازير بشرية ترفضها الطبيعة: فيصل القاسم مثال على الخنازير البشرية التي لم تجد حتى يومنا هذا حظيرة تأويها".

المفارقة أن التحرّك أتى تحت إسم "أوميغا تيم"، أي لم يعلن المتحركون توجّههم السياسي، علماً أنهم معروفون ومن قاد إعتصامهم الميليشياوي هم مسؤول قطاع الطلاب السابق في التيار الوطني الحر، وقد نشر سابقاً صورة له يحمل سلاحاً في سوريا وفي كسب تحديداً، وقد أتى التحرّك تحت إسم الأوميغا لإبعاد التيار العوني عن الواجهة، خصوصاً أنه منذ أزمة العسكريين المخطوفين وأحداث عرسال لم يعلن أي موقف إلّا في إطار الضغط على الجيش اللبناني لإجتياح عرسال وهو ما يعتبر بمثابة ضغط على قائد الجيش جان قهوجي. إذ تقتضي المصلحة العونية عدم إعطاء حوافز داعمة لقهوجي منعاً من أن تصبّ في صالحه رئاسياً.

تقول مصادر مطلعة: ما يندرج في الحسابات العونية الصرفة لا يمكن فصله عن الحرب غير المعلنة التي يقودها النائب ميشال عون ضد قهوجي في الميدان الرئاسي، إذ يعتبر الأول ان الثاني هو المنافس الجدي له، لذلك كان الإنتظار العوني اللحظة المناسبة للتعبير عن التضامن مع الجيش بطريقة لا ترقى إلى الجيش وقيمه ورسالته، وتتنافى مع ما يقوم به. وتضيف: من أبرز أهداف التحرّك  بهذه الطريقة هو الضغط بشكل أكبر على الجيش وقائده تحديداً، وإحراق أوراقه الرئاسية وفق ما يريد العونيون، ولا شك أن هذه الخطوة هي خطوة ميليشياوية علنية تحت ستار التضامن مع الجيش والحرص عليه.