مبادرة "14 آذار ـ جنبلاط": تقطيع إيجابي للوقت

المدن - سياسة
الثلاثاء   2014/09/02
"8 آذار" تعتبر أن "14 آذار" لم تقدم جديداً (علي فواز)

للمرة الحادية عشر تكرر المشهد في ساحة النجمة. 58 نائباً فقط حضروا للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. كالعادة لم يتأمن النصاب فرحلها رئيس مجلس النواب نبيه الى ظهر 23 ايلول. وحده حضور قوى "14 آذار" وتقديمها مبادرة جديدة – قديمة اعادت "القليل" من الحياة الى ملف انتخاب رئيس للجمهورية بعد أن تعود الجميع كما يبدو على الشغور وبعد أن أضحى الهم الأمني وخصوصاً محاربة الإرهاب، طاغياً. حياة لم تدم طويلاً بعد أن جاء الجواب من قبل "8 آذار" سلبياً.

 

من مجلس النواب اختارت "14 آذار" أن تعلن عن مبادرتها التي لم تقدم جديداً، خصوصاً أن الكرة مرمية في ملعب الثنائي "حزب الله" – "التيار الوطني الحر"، لكنها اعادت التذكير بلغة واضحة وصريحة هذه المرة بأنها على استعداد لسحب ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع و"التشاور مع كل الاطراف حول إسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم بالثوابت الوطنية".

 

هذه المبادرة التي كان جعجع شخصياً قبل أشهر أشار اليها والى استعداده للتوافق على اسم مرشح وأبلغها للبطريرك بشارة الراعي آنذاك، جاءت مرفقة هذه المرة، بالكشف عن حركة اتصالات ستقوم بها "14 آذار" مع كل القوى السياسية "من اجل السعي للتوافق على تسوية وطنية، وذلك انطلاقا والتزاما بإتفاق الطائف، وتأسيسا عليه تبدأ بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية فورا".

 

ورغم أن الرئيس فؤاد السنيورة تكفل بإعلان المبادرة، إلا أنه أحيط بالأقطاب المسيحيين للتأكيد على وحدة "14 آذار" ووقوفها صفاً واحداً خلف هذه المبادرة فكانت كلمات للوزير بطرس حرب عن المستقلين والنائب جورج عدوان عن "القوات" والنائب إيلي ماروني عن "الكتائب" الذي بقي حتى الأسبوع الماضي وفق معلومات "المدن" رافضاً لهذه المبادرة وداعياً الى الإعلان عن ترشيح الرئيس أمين الجميل بوصفه مرشحاً توافقياً، مما تطلب تدخلاً مباشراً من السنيورة الذي زار الجميل الأسبوع الماضي لإقناعه بضرورة خرق الإصطفاف الحاصل عبر مرشح توافقي.

 

إلى المشهد المسيحي العام، كان لافتاً حضور النائب مروان حمادة عن "اللقاء الديمقراطي" وقوله إن "حركة النائب وليد جنبلاط شمالا ويميناً للبحث عن ضوء تصب ايضا في هذا الاتجاه"، خصوصاً أنه ووفق معلومات "المدن" فقد قدمت مبادرة "14 آذار" عبر مساع وجهود ثلاثية بين "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية".

 

وإن كان حضور حمادة ووقوف جنبلاط مع المبادرة لخرق حالة الإصطفاف الحالية والمراوحة، جعل البعض يتفاءل بإمكانية دعم بري، إلا ان ما بدا مفاجئاً للجميع هو موقف عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم الذي رأى أن "لا شيء جديداً في المبادرة بل هي تكرار لمواقف" سابقة، رغم أنه لفت إلى أن "الايجابية في هذه المبادرة هي فقط بالاتصالات"، مضيفاً أن "الوصول الى الاستحقاق الرئاسي يتطلب السعي الجدي للتلاقي الفوري حول المواصفات التي نحتاجها في شخصية الرئيس".

 

الموقف الأهم انتظره الجميع من تكتل "التغيير والإصلاح". ردة الفعل التي انتظرها السنيورة من عون وتمنى أن تكون "لمصلحة التوصل الى تسوية"، جاءت معاكسة وتشي بإجهاض مساعي "14 آذار" قبل إنطلاقها، خصوصاً أن الوزير السابق سليم جريصاتي الذي تحدث بعد الإجتماع اعتبر أن مبادرة "14 آذار" هي "قديمة وممجوجة ولا معنى لها"، مشيراً إلى أن أي طرح خارج مبادرة عون هو "طرح تمويهي لاضاعة الوقت"، في إشارة الى المبادرة الأخيرة الداعية إلى إنتخاب رئيس للجمهورية من الشعب على دورتين الأولى مسيحية والثانية وطنية وإجراء الإنتخابات النيابية وفق قانون يؤمن إنتخاب كل طائفة نوابها.

 

وفيما رفض قياديو "حزب الله" التعليق على المبادرة بإنتظار درسها، يبدو أن الجواب العوني جاء ليؤكد أن لحظة التقاطع الإقليمي – الدولي لإنتخاب رئيس للجمهورية لم تحن بعد، وأن المبادرات والمساعي الهادفة الى إنتخاب رئيس للجمهورية لن تبصر النور قبل ضوء أخضر خارجي.