لبنان في "حلف محاربة داعش": أهلاً بالسلاح والمعارك

منير الربيع
الثلاثاء   2014/09/16
بعض مدافع الهاون المتطورة (تصوير: المدن)

أصبح لبنان فعلياً عضواً في الحلف الدولي الناشئ لمحاربة الإرهاب، وقّع على بيان جدّة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". سبق هذا الموقف الحصول على مساعدات أميركية جديدة نوعية، مع وعود بإستمرار تقديم الدعم التسليحي له إلى جانب المساعدات التي سيحصل عليها من الهبة السعودية الأولى والثانية بقيمة 4 مليارات دولار. لهذه المساعدات الأميركية رسالة واضحة بأن لبنان شريك الحرب على الإرهاب.

على مرحلتين، حطّت طائرتان أميركيتان في القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي محمّلتان بالأعتدة العسكرية والذخائر، ومن هذه الأسلحة ألف بندقية A4، و500 بندقية M16، وهي من أحدث طراز بندقية، إضافة إلى 480 صاروخ 4AT المحمول على الكتف والمضاد للدروع، والكثير من مدافع الهاون "Morter" مع ذخائرها، التي تنوّعت بين هاون 81 ملم و120 ملم. ومعلوم أن هذه الأسلحة تستعمل في معارك تخاض حروبها بطريقة حروب العصابات.

هناك علاقة استراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية والجيش اللبناني، وهي نتيجة إتفاقات بين الدولتين لجهة التسليح والتدريب، ولكن هذه النوعية الجديدة من الأسلحة والدعم السريع سببه أن هناك تحدٍيا جديدا وكبيرا أمام الجيش في إطار الحرب على الإرهاب بعد الإشتباكات التي دارت في عرسال، وهذا السلاح الذي حصل عليه الجيش مؤخّراً لا يحدث فارقاً نوعياً سوى في حرب الجرود والعصابات.

يقول العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ"المدن" إن لبنان ومنذ سنوات عديدة لم يستفد عسكرياً إلّا من الولايات المتحدة الاميركية، خصوصاً لناحية الأسلحة النوعية المقدمة، وأغلب الأعتدة العسكرية مقدمة من أميركا، وهذه المساعدات خاضعة منذ سنوات للموازنة الأميركية والتي تخصص كل سنة ما بين 70 مليون ومئة مليون دولار من ضمن المساعدات الخارجية التي يقرّها الكونغريس لمساعدة الدول الصديقة. 

يضيف عبد القادر: الموضوع ليس جديداً إلا من ناحية نوعية المساعدات وطبيعتها حسب المرحلة وما تقتضيه، فكل آليات الجيش اللبناني تقدمات أميركية، وهذه المساعدات تأتي كل سنة، أما الجديد فهو نوعية هذا السلاح، فقرار تسليح الجيش لم يتخذ الآن، وليس له علاقة بالموضوع السعودي لأن الموضوعين مستقلّين. مشيراً إلى أن أكثر ما يحتاج إليه الجيش هو هكذا نوع من الدعم في ظل ما يخوضه من معارك خطيرة ضد الإرهاب. وهذا التسليح سيبقى إلى جانب برنامج التسليح عبر الهبة السعودية بالتعاقد مع إحدى الشركات الفرنسية (أوداس).

يرى الخبراء العسكريون أن الضربات الجوية التي ستنفذ ضد داعش في العراق وسورية لن تستطيع القضاء على هذا التنظيم من دون الدخول البري بقوات كبيرة من أجل ملاحقة هذه المجموعات، خصوصاً أن هناك مساحات واسعة وجرودا شاسعة، وهذا ما قد يتيح حرّية التحرك لهذه المجموعات في سوريا في ضوء عدم وضوح مسار الأمور فيها، ومن هنا يعاد طرح موضوع الجرود السورية المتاخمة للجرود اللبنانية وإمكانية عودة اشتعال الجبهات، إذ قد تستغلّ المجموعات الحدود المتفلتة وغير المضبوطة من أجل تنفيذ ضربات في الداخل اللبناني، وهذا ما يحتّم منح لبنان هذا النوع من الأسلحة لصدّ هذه الهجومات البرية وحتى من مسافات بعيدة.

من جهته، يقول مصدر عسكري لـ"المدن" إن لبنان مستهدف من هذه المجموعات الإرهابية، واليوم أصبح  مهددا بشكل مضاعف بعد دخوله في الحلف الدولي لمحاربة داعش، وتوقيعه على إتفاق جدة، ولذلك فمن الممكن جداً أن يكون لبنان هدفاً لضربات التنظيم عبر إدخال سيارات مفخخة وتنفيذ عمليات تستهدف مراكز معيّنة، ويشير إلى أن الجيش على أهبة الإستعداد لصد هذه المجموعات.

في المحصلة، قد يكون لبنان مسرحاً لتوجيه رسائل عبر ضربات متنقلة، كحصول بعض التفجيرات والعمليات الأمنية في بعض المناطق لأنه غير مطروح كساحة لإحتلالها فوضعه مختلف عن الوضع السوري والعراقي، أي بحال سيطرت هذه المجموعات على منطقة معينة ليس بإستطاعتها الإستقرار فيها خصوصاً أنها ستكون محاربتها ومناوشتها مستمرّة، أي هناك دائرة عدائية كبيرة لهذه المجموعات داخل لبنان، لذا فإن دخولهم إليه لن يتمتع بأي غطاء أو غض نظر دولي أو إقليمي.