الأربعاء المقبل: 8 آذار تُهدد بالنِصاب

المدن
الأربعاء   2014/04/23
عون ينتظر التوافق وإلا .. (علي علوش)
عود على بدء المناورات. وكأن الجلسة التي عقدها مجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية أعادت الجميع إلى نقطة الصفر، ليعود النواب والكتل ليدوروا حولها، وسط تكرار متوقع لبعض المناورات، وبفارق إحتدام المواجهة والمنافسة، بعد أن أضحت الصورة الأولية واضحة للجميع: رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مستمر في المعركة، النائب وليد جنبلاط متمسك بمرشحه النائب هنري حلو، معولاً على حاجة الطرفين إلى أصواته، النائب ميشال عون يتموضع بإنتظار التوافق حول إسمه وإلا ورقة النصاب جاهزة بعد أن لوح بها بقوّة اليوم الأربعاء.
 
بعيداً عن أرقام الجولة الأولى، دخلت اللعبة الرئاسية مرحلت عض للأصابع. نجح فيها جعجع في تثبيت  نفسه على أنه مرشح قوى "14 آذار" بإلتزام نسبي مرتفع، ليفجر مفاجأة أخرى قد تعيد حتى قوى "14 آذار" الى حلقة ما قبل التوافق على جعجع، مع إعلانه أنه مرشح هذه القوى في الجولة الثانية.
 
اذاً، انتهت المعركة في جولتها الأول من دون نتيجة، وبتعادل سلبي، لتُرمى الكرة في ملعب قوى "8 آذار" التي آثرت ان تقترع بورقة بيضاء مبقية على ضبابيتها وغموضها، وإن كان جنبلاط حشر الجميع أمام مسؤولياتهم ونجح في فرض اسم مرشح لم يكن في الحسبان. بين جعجع ومرشح "8 آذار" الغامض حتى الآن يبقى هنري الحلو في الوسط، وان كان حظي في الدورة الأولى بـ16 صوتاً فقط.
 
الكرة المرمية في ملعب "8 آذار" والتيار الوطني الحر الذي فتح اليوم لأول مرة ورقة النصاب، رسمت صورة أولية لما يمكن أن يكون عليه الوضع في المقبل من الأيام. إما طرح جدي لترشح عون وبالتالي تبنيه من قبل "8 آذار" لمواجهة جعجع أو تطيير النصاب افساحاً في المجال لمحاولات ما يعتقد أنه توافق على إسمه، بوصفه قادرا على الجمع بين صفات المرشح القوي من جهة التي ينادي بها جعجع، وبين المرشح التوافقي الذي يرفعه جنبلاط شعاراً لحلو.
 
لم يناور عون من أمام المجلس النيابي. غادر وصرح بأنه تبين أن أحداً "لا يمكن ان يشكل حوله التفاهم، لذلك انسحبنا من القاعة بعد انتهاء الدورة الاولى في انتظار الاجماع حول المرشح"، إنتظار قد يطول إلى ما بعد جلسة الأربعاء المقبلة. بإختصار، أعاد عون الجميع إلى حلقة إما أنا وإما لا نصاب، معولاً على تعاطف وتضامن الحلفاء معه، خصوصاً أن نواب "حزب الله" سبقوا نواب "التغيير والإصلاح" في الإنسحاب من جلسة اليوم وتطيير النصاب.
 
في قوى "14 آذار" شبه يقين بأن "8 آذار" قد تعمد إلى تطيير نصاب الجلسة المقبلة، مستندة إلى ما حصل في جلسة الأربعاء وإلى إيحاءات نواب "8 آذار". في تكتل "التغيير والإصلاح" لا شيء محسوما بعد.  ترفض مصادره الحسم لأنه "من المبكر الحديث عن الأربعاء وكل شيء وارد"، وتشير إلى أن الأيام المقبلة ستشهد مشاورات واتصالات من أجل اتخاذ القرار المناسب من الجلسة، من دون استبعاد الغياب إذا لم يحضر التوافق المطلوب".