عون.. الصمت مفتاح القصر

جوني طانيوس
الثلاثاء   2014/03/04
الاستحقاق الرئاسي .. القطبة الأساس (المدن)
يعتمد النائب ميشال عون نهج النأي بالنفس حيال الجدل الحاد بين رئيس الجمهورية وحزب الله بشأن البيان الوزاري وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. لا يريد الدفاع عن معادلات ذهبية ولا حتى رد هجوم خشبي عن رأس الدولة، فالطريق إلى الرئاسة يتطلب حسابات دقيقة ... وزيارةً إلى المملكة العربية السعودية، رُوّجَ أنها قد تتم الأربعاء المقبل.
 
يروي أحد المقربين من عون أنه كان، صباح الأحد، مُستغرباً توقيت حربَ الردود بين الرئيس ميشال سليمان وحزب الله ويبحث عن الأسباب المُوجبة لها. أكثر من نائب وقيادي في التيار الوطني الحر اتصل بالرابية وزارَها للاستفسار وتنسيق الموقف الواجب اتخاذه وكان قرار بالنأي عما يجري وتفادي التطرق إلى الموضوع. أما من أطل من شخصيات عونية عبر وسائل الإعلام فإكتفى بالقول إن الجدل لغوي لا قيمة له ولم يكن يجب أن يحصل، لا بل من الضروري الإنكباب على صياغة بيان وزاري مختصر لا يشير لا إلى الثلاثية العتيدة ولا إلى إعلان بعبدا، كما أعلن الوزير جبران باسيل في لقاء تلفزيوني، الذي ذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إن مشكل الحزب والرئيس تأخّر. وكل هذا، وفق رأي العونيين، لتحصين الحكومة بثقة البرلمان كي تتمكن من الإشراف على الانتخابات الرئاسية.
 
الاستحقاق الرئاسي هو إذاً القطبة الأساس. ورغم قرار التيار الوطني الحر بالابتعاد عن التعليق، يلفت وجه بارز في التيار - إلتقى عون الأحد – إلى أن ثمة شيئاً ما حصل وهناك معطيات دفعت سليمان للهجوم على حزب الله من الكسليك على أعتاب مؤتمر باريس، مستنداً إلى ضوء أخضر خارجي. "على الأرجح يحاول سليمان رفع السقف ليظهر، في باريس، البديل الوحيد عن الفراغ الرئاسي وليسوّق التمديد له لدى الفرنسيين ومن ثم الأطراف الأخرى، بعد أن يكون قد عرقل منح الحكومة الجديدة الثقة. ولا شك أن حزب الله شعر بهذا التوجه، فكان رده قاسياً"، يضيف القيادي العوني لـ"المدن". ينفي هذا الأخير أن يكون لهجوم حزب الله على الرئاسة والرئيس أي علاقة بزيارة المسؤول الإيراني علاء الدين بروجوردي لبيروت، لأن الزيارة وفق قوله عكست حرصاً إيرانياً على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في وجود حكومة أصيلة.
 
ينتقل الحديث إلى صفات عون التي تجعله المرشح الأوفر حظاً للرئاسة: "هو الوحيد الذي يستطيع تأمين إجماع كل الطوائف عليه، ويُرضي حزب الله وسوريا وإيران من جهة والولايات المتحدة وفرنسا والسعودية من جهة ثانية"، يقول القيادي. وعندما تُطرح المعلومات عن زيارة عون للسعودية للقاء الرئيس سعد الحريري ومسؤولين سعوديين، يصبح الكلام قليلاً. يكتفي أحد المقربين من عون بالتعليق: "الجنرال أعلن مراراً أنه مستعد لزيارة الرياض فور تلقيه دعوة وهو منفتح على الجميع والأجواء مع السعودية جيدة، ودائماً ما يحمل لنا المفاجآت ولكل حادث حديث"، وهو حسم النقاش في هذا الموضوع بتغريدة عبر "التويتر" يقول فيها: أنا من يعلن عن أي تحرك أقوم به. 
 
لكن، في مقابل هذا التستر العوني على الموضوع، تؤكد مصادر موثوقة لـ "المدن" أن أي موعد لم يُحدد لزيارة عون السعودية والخبر كما ورد غير صحيح، ومن سربه إما يريد أن يسوّق أجواء إيجابية لفتح الباب أمام هكذا زيارة وإما يريد اثارة بعض الأطراف، وتحديداً مسيحيي 14 آذار. 
 
إذاً، عون يقيس المواقف والتصريحات والخطوات وفق ميزان 25 أيار 2014. في موضوع هجوم حزب الله على رئيس الجمهورية، اقتنص الفرصة وظهر الطرف الماروني الأكثر اعتدالاً، باعتبار أن القوات اللبنانية ستنبري بديهياً للدفاع عن الرئيس والكتائب محرجة كونها لا تستطيع إلا أن تقف إلى جانب سليمان وفي الوقت عينه تجلس إلى جانب حزب الله في الحكومة. أما مسألة الزيارة إلى السعودية فقد أحدثت جلبة، يُراهن عون – بغض النظر عن الجهة التي عمدت إلى تسريب الخبر - على أنها إذا لم تحقق له الكثير، فهي على الأقل أزعجت منافسيْه: سمير جعجع وأمين الجميّل.