آراء روسية حول مضاعفات اللقاح سبوتنيك

بسام مقداد
السبت   2021/03/27
وصلت إلى مطار بيروت أمس الجمعة الدفعة الأولى من اللقاح الروسي "Sputnik 5" ، حسب نوفوستي ، التي لم تعلن عدد الجرعات الواصلة ، ولا إسم الشركة المستوردة . ومع وصول هذا اللقاح وتسجيله سابقاً في لبنان ، يبقى قائماً السؤال عن تأثيراته الجانبية ، سيما أن منظمة الصحة العالمية والإتحاد الأوروبي لم يسجلاه بعد لأسباب لا علاقة لها بمضاعفات اللقاح المحتملة ، بل لأسباب سياسية حسب التأكيدات الروسية .  وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن في نهاية اليوم الأول للقمة الأوروبية الإقتراضية الخميس المنصرم ، أن أوروبا تواجه حرباً عالمية من نوع جديد  مرتبطة بعملية التلقيح من الكورونا المتباطئة في أوروبا . ويعيد ماكرون السبب في ذلك ، بين أسباب أخرى ، إلى "سعي روسيا والصين للضغط بواسطة اللقاحات" ، حسب الوكالة.

لقاح "Sputnik 5" هو اللقاح ، الذي تصدره روسيا إلى 56 دولة أجنبية ، من بين اللقاحات الثلاثة  المتوفرة لديها . وخلال الشهر الجاري بدأ المختبر، الذي صمم اللقاح، في تطوير"Sputnik light "، وهو عبارة عن جرعة واحدة مخففة، كحل مؤقت للدول التي تعاني من تفشي الوباء بشكل واسع، لكن مدة الحماية التي يوفرها قصيرة. وكذلك "Sputnik" على شكل قطرات في الأنف مخصص للأطفال.، كما يعمل على تحويل اللقاح من سائل إلى جاف بسبب حساسية التعامل معه بوضعه الراهن.

وإنطلقت في مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي عملية التلقيح البطيئة جداً في روسيا ، وتلقى بوتين اللقاح في 23 الشهر الجاري ، دون أن يحدد الكرملين أي لقاح تلقى الرئيس . وعملية التلقيح في روسيا تجري ببطء شديد ، ويحصل المتلقّح على إفادة بذلك ، مما جعل موقع DW الألماني الناطق بالروسية يقول مشككاً في طريقة الحصول على الإفادة "في روسيا إفادة تلقي اللقاح بدل اللقاح" . كما عبرت صحيفة "Novaya" الروسية المعارضة ، عن شكوكها بصحة أرقام وزارة الصحة عن عدد الملقّحين ، وقالت بأنه قد يكون مضاعفاً 5 مرات عما هو في الواقع "إذا احتسبنا أرقام كل منطقة على حدة".

في إطار التسابق على الإعلان عن "اللقاح الأول" من الكورونا في العالم ، وقبل إنجاز إختباره السريري ، سارعت روسيا في 11 آب/أغسطس المنصرم لتسجيل رسمي مؤقت ( حتى مطلع العام 2021 لتجاوز عقبات قانونية) للقاح "Sputnik 5" ، تيمناً بالقمر الصناعي الأول في العالم " Sputnik" السوفياتي . وفي اليوم التالي لتسجيله نشرت صحيفة الأعمال الروسية الرصينة "Vedomosty" نصاً بعنوان "كم يريدون أن يكسبوا على ظهر اللقاحات من كورونا" ، وآخر ثانوياً: "روسيا تستهدف ربع سوق اللقاحات من كوفيد ــــــ 19 المقدر بمبلغ 75 مليار دولار" . وقالت الصحيفة ، أن الحاجة العالمية من لقاحات الكورونا تفوق 3 ـــــ 5 مليار جرعة ، يخطط مصممو اللقاح الروسي لطرح مليار جرعة في السوق العالمية في نهاية العام 2021.
 

أشارت الصحيفة ، إلى أن بعض الخبراء يعتبرون اللقاح الروسي "متعجلاً للغاية" . وقالت ، بأن رابطة منظمات البحوث السريرية، التي تضم شركات الأدوية الرائدة في العالم ، تقدمت من وزارة الصحة الروسية بإقتراح تأجيل التسجيل الرسمي للقاح حتى "الإنجاز الناجح" للمرحلة الثالثة من الإختبارات السريرية. ولم تكن قد إنتهت حتى ذلك الحين سوى المرحلتين الأولى والثانية ، التي شارك فيهما 76 شخصاً ، وبدأت المرحلة الثالثة في 12 آب/أغسطس ، التي كان ينبغي أن يشارك فيها 2000  شخصاً ، حسب الصحيفة.

موقع صحيفة الأعمال التترية الإلكترونية  business-gazeta نشرت في اليوم عينه مع الصحيفة السابقة نصاً بعنوان ""Sputnik 5" الغامض : هل اللقاح الروسي من الكورونا آمن". ونقل عن وزير الصحة الروسي قوله ، بأن الدفعة الأولى من العقار ، الذي أعلن عنه الرئيس بوتين بنفسه ، سوف تنتج في غضون أسبوعين ، ووعد بتوفير حاجة روسيا من اللقاح خلال سنة واحدة.

وينقل الموقع عن ألكسندر غينسبورغ ، مدير مختبر Gamalei المصمم للقاح قوله ، في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الرسمية ، بأن لا شيء في حالة اللقاح الروسي يختلف عن اللقاحات الأخرى بالنسبة لأمراض المناعة الذاتية المزمنة ، بل على المرضى إستشارة أطباء جهاز المناعة . كما أكد ، بأن الحديث عن "تسرع غير مسؤول" في الإعلان عن اللقاح لا مبرر له ، لأن المختبر بدأ بوضع تكنولوجيا تصميم اللقاح منذ 25 سنة مضت قبل فيروس الكورونا ، حيث أنه كان قد صمم في السنوات الماضية لقاحاً من إيبولا ومتغيرين آخرين منها . وحين ظهر وباء الكورونا كان على المختبر القيام ببعض العمليات على المادة المتوفرة لديه ، وهو ما لم يكن متوفراً بالكميات الكافية لدى شركات الأدوية الأخرى.

كما نقل الموقع التتري عن موقع "Fantanka" في سانت بطرسبورغ قوله ، بأنه عثر في وثائق مختبر Gamalei على 144 تأثيراً جانبياً على 38 متطوعاً لإختبار اللقاح . ويقول ، بأن خصائص اللقاح المناعية وأمانه ، تم إختبارها فقط على 38 متطوعاً بالغاً خلال 42 يوماً ، ولذلك لم يتم حتى النهاية درس خصائص الحماية للقاح . ولذلك تبقى خاصة الحماية للقاح وفترتها غير معروفة في الوقت الراهن ، كما أنه لم تجر الدراسة السريرية لفعالية اللقاح الوبائية ، ومستوى الأجسام المضادة للوباء ، التي يخلقها اللقاح في الدم ، هو دون المستوى المتوسط (49,3) ، على قول الموقع.

ويقول ، بأنه تم العثور لدى 38 شخصاً ممن تم إختبار اللقاح عليهم 144 "ظاهرة غير مرغوب بها" ، مر معظمها دون أي آثار . إلا أنه في اليوم 42 للإختبار لم تختف 31 من الظواهر تلك ( تم تسجيل إنحرافات مخبرية في مؤشرات المناعة) ، وبقي 27 منها مجهولاً حتى الآن . وتم تسجيل تورم وألم وحرارة وحكاك في مكان إدخال اللقاح للمتطوعين . ومن الظواهر العامة ، تم تسجيل فقدان القوة ، حمى ، إرتفاع في الحرارة ، إنخفاض الشهية ، وجع رأس ، إسهال ، ألم في البلعوم ، سيلان الأنف وانسداده وحكاك في الحنجرة  . ويؤكد الموقع ، نقلاً عن الاختصاصيين ، أن هذه الظاهرات غير المرغوبة ، يمكن مصادفتها "غالباً ، بل وغالباً جداً".

وحول حساسية اللقاح عينه ، يقول الموقع ، بأنه ينبغي حفظه مجلداً بدرجة حرارة 18 درجة تحت الصفر ، وحفظه لدى إستخدامه بمعدل حرارة الغرفة "لكن ليس أكثر من 30 دقيقة" . ومن غير المسموح خض العبوة بقوة وتجميده من جديد ، ولذلك ، ليس مستغرباً ، أن يسعى المختبر لتسجيل لقاح Sputnik جاف.

وكان موقع "sk" العائد لوادي السلكون الروسي skolkovo قد نقل في تشرين الثاني/نوفومبر المنصرم عن برفسور في الممارسة الصيدلانية في الوادي ، تحذيره مرضى كوفيد 19 السابقين من تناول لقاح "Sputnik 5" ، وذلك لخمسة أسباب شرحها البرفسور بالتفصيل ، ونصح بتناول أحد اللقاحين الروسيين الآخرين . كما كانت نوفوستي قد نقلت منذ أيام عن أحد المسؤولين الطبيين في الهيئة الروسية لمراقبة الإستهلاك تحذيرها من تناول اللقاح الروسي مرة ثانية ، مبررة ذلك بطول مدة فعالية اللقاح.