مُطبّعة مع إسرائيل...فجر السعيد ممنوعة من دخول لبنان

المدن - ميديا
الخميس   2023/06/08
ارتكبت مخالفة للقانون اللبناني على الاراضي اللبنانية.. والامن العام أتاح لها المراجعة
اتخذت "المديرية العامة للأمن العام" قراراً بمنع الاعلامية الكويتية فجر السعيد من الدخول الى بيروت، بناء على مواقفها المؤيدة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، حسبما أكدت مصادر على تماس من القضية لـ"المدن"، نافية كل المزاعم التي تحدثت عن أن المنع سببه مواقف السعيد من "حزب الله".

ورفضت المديرية منح السعيد تأشيرة دخول الى الأراضي اللنباني عبر المنفذ الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ليل الاربعاء – الخميس. وقالت السعيد إنها بعد انتظار خمس ساعات، أبلغها الأمن العام أنها ممنوعة من دخول الأراضي اللبنانية.
 

وأضافت السعيد في مقطع فيديو مصوَّر إنها استُدعيت للدخول إلى مكتب الأمن في المطار إثر وصولها. بعدها، حاولت أن تستوضح، فأبلغها عنصر الأمن باحتمالية وجود تشابه أسماء. وأضافت: "طلبت من العنصر حجز رحلة، فرفض بانتظار وصول الأوامر"، قبل أن يبلغها لاحقاً بمنعها من الدخول، ووجود قرار بترحيلها.

ويُمنح رعايا دول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى، أوروبية وعربية، تأشيرة الدخول لدى وصولهم إلى المنافذ الحدودية في لبنان، وبينها المطار. 

ويعد الأمن العام صاحب الصلاحية المطلقة في البلاد بمنح تأشيرات الدخول من عدمها، وفق القانون، ويتخذ قراراته بناء على معطيات وملفات لا يتيح له القانون الإفصاح عنها أو تبريرها، إسوة بكل دول العالم التي تمنح التأشيرة أو ترفضها، من دون تبرير الأسباب والدوافع. ويُتخذ القرار لأسباب سياسية أو أمنية أو مخالفات سابقة على الأراضي اللبنانية، كما يحظر على رعايا الدول التي تصنفها الحكومة في خانة "العداء"، الدخول الى البلاد.

كما يُمنع على مواطني الدول العربية التي لا تربطها اتفاقيات سلام باسرائيل، الدخول الى الأراضي اللبنانية في حال مُهِرَ جواز سفرهم بختم اسرائيلي، عملاً بقانون المقاطعة العربية. 

ولم تُخفِ السعيد، في حساباتها الالكترونية، الترحيب بالإسرائيليين، ووصلت الى حد وصفهم بـ"أولاد العم".


وفي اطلالة اعلامية سابقة من بيروت، أكدت السعيد زيارتها الأراضي المحتلة، وأطلقت في وقت سابق مواقف مؤيدة للتطبيع مع العدو. وبررت السعيد مواقفها بالقول: "أنا زرت فلسطين بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولم أزر إسرائيل بدعوة من الحكومة الاسرائيلية"، مضيفة: "طالبت بالتطبيع كوجهة نظري 2018 ولكن لم أطبّع حتى الآن.. والغريب إني دخلت لبنان بعدها اكثر من مرة، آخرها تشرين الاول/اكتوبر 2020 حيث أجريت لقاء مع رودولف هلال"، زاعمة أن "هذا سبب المشكلة".


في اللقاء مع هلال، كانت السعيد قد قالت: "أمنيتي أن يطبّع العرب جميعاً"، مؤكدة أنها زارت القدس الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية. ولدى سؤالها آنذاك خلال المقابلة عن كيفية السماح لها بدخول لبنان، قالت إن الإسرائيليين لم يختموا جواز سفرها بالختم الاسرائيلي.
 

وكانت المذيعة الكويتية قد ظهرت العام 2019 في مقابلة علنية مع قناة "كان" الإسرائيلية، ودعت إلى تطبيع العلاقات مع الاحتلال و"السلام" بين الشعوب العربية وإسرائيل.

وهذه المرة، حاولت السعيد وبعض مؤيديها، تحميل "حزب الله" مسؤولية عدم السماح لها بدخول لبنان، على خلفية مواقفها من الحزب، لكن مصادر مطلعة على الملف، قالت إن هذه التهمة باطلة، وأضافت لـ"المدن": "هناك المئات ممن يعارضون الحزب سياسياً، ويطلقون مواقف قاسية تجاه الحزب، لكنهم لم يزوروا اسرائيل.. فهل تم منعهم من الدخول الى الأراضي اللبنانية"؟ واستدلت بذلك للتأكيد بأن أسباب المنع غير عائدة للحزب.

وكانت السعيد قد قالت إنّها "لم ترتكب جريمة أو مصيبة"، وإنّ القرار "مرتبطٌ بمواقفها وآرائها السياسية"، غامزةً من قناة "حزب الله" اللبناني، مضيفة "لا يحتملون الرأي الآخر، ونحن نقدّر حساسيتهم".

والحال إن مواقف السعيد المؤيدة للتطبيع، تخالف القوانين اللبنانية، وتعد مخالفة حسب القانون، وهو سبب آخر يُضاف الى مواقفها. لكن الأمن العام لم يغلق الباب أمام المراجعة، وقال الأمن العام في بيان له: "يحق لأصحاب العلاقة مراجعة هذه المديرية، بالأصالة او بالوكالة، لإعادة النظر بأي اجراء يصدر عنها في حال تقدّموا بمعطيات ومستندات تسمح بإعادة النظر بأي اجراء متخذ".