باسيل يقارع بري..سعياً لبناء زعامة في الشارع المسيحي
|
مختصر الحكاية، أن تأجيل التوقيت الصيفي، ليس مادة كافية لهذا الشقاق السياسي، وصولاً الى اعلان العصيان. منذ اللحظة الاولى، قال باسيل: "ما بيجوز السكوت عنها إلى حدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها".
ثمة الكثير من التسرع في النقاش حول الملف، حين تم عزله عن سياقه السياسي. الكثير من الحالمين، اخذوا الملف بشكله المجرد، واتهموا باسيل وآخرين بتغذية خطاب ذات وجه طائفي.
|
بدأت النداءات الرومانسية تتحدث عن "تفاهة" السياسيين اللبنانيين، وانشغالهم بقضايا تقنية لاشاحة النظر عن العجز في معالجة أسوء أزمة إقتصادية إجتماعية وسياسية تمر بها البلاد.
خلال وقت قصير، تحوّل باسيل في المعركة الاخيرة الى "زعيم"، كونه "وقف بوجه نبيه بري"، حسب ما يقول انصاره. وتمكن من اجتذاب المسيحيين الى موقفه، من قوى سياسية ومؤسسات، في المعركة التي خاضها بوجه ميقاتي.
|
اتضح أن أداء واندفاع النائب جبران باسيل، لا يرتبط بالبعد الثقافي أو الديني. يستثمر الأخير هذه الملفات، مهما كان حجمها، ليوظّفها في معركته الداخلية مع الخصوم، وفي فرض نفسه كصاحب رأي مسموع في الشارع المسيحي، ويملك القدرة على جر ابناء هذا الشارع بمختلف أطيافه، وتشكيل رأي عام يدعم خطابه.
لم يترك باسيل موقفاً أو خلافاً سياسياً داخلياً ولم يستثمره في طموحه. "أن يصبح زعيماً مسيحياً"، هو مسار بدأه منذ ست سنوات على الاقل، ترتفع فيه حظوظه وتتراجع، لكنه يحاول فرض نفسه في هذا المكان. اليوم، ومن بوابة خطاب يضع نفسه فيه بمواجهة الطرفين السني والشيعي في البلد، يشد العصب، ويوجه رسائل بأنه موجود، وأن امتداده لا يقتصر على تياره، او ما تبقى منه.
|
والحال ان باسيل، كما زعماء آخرين، يدركون ان الشعارات الدينية والخطابات المرتبطة بالصلاحيات والشؤون الطائفية، لا تزال تستقطب الشارع اللبناني. نفس اللغة اعتمدها إمام مسجد في الطريق الجديدة يحظى بشعبية في "تويتر"، حين دعا لمقاطعة قناتي "ام تي في" و"ال بي سي" على خلفية الازمة الاخيرة. لا يمكن غضّ النظر عما قام به باسيل، لجهة رفع مستوى الخطاب الشعبي والتفاعلات التي رافقت حملات رقمية تعطي سائر الزعماء انتشارا اوسع، فيما تعطي باسيل القوّة وترفع سقف طموحاته أكثر نحو الزعامة المسيحية في لبنان.
لكنه اليوم في مسار آخر، يؤكد في احتفال تياره اليوم انه "مرشح طبيعي للرئاسة" طالما انه "رئيس تيار يمتلك اكبر نسبة تمثيل مسيحية في البرلمان"، لكنه تنازل لصالح التوافق. وفي الواقع، يمضي نحو استقطاب الشارع المسيحي، سعياً للوصول الى الزعامة.
|