تأخير الساعة..المسيحيون يتحسسون خطأ "الخروج الطوعي" من الحكم
نور الهاشم
الجمعة 2023/03/24
لا يُفسَّر الاصطفاف المسيحي ضد تأجيل البدء بالتوقيت الصيفي في لبنان، على أنه محض اعتراض على الإرباك الذي قد تتسبب فيه خطوة من هذا النوع لشركات الطيران أو شركات الاتصالات، أو حتى المواطنين..
قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها … ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها او بعصيانها. GB
قرار امين عام مجلس الوزراء بتأجيل تقديم الساعة بهذه الطريقة العشوائية دون الاخذ بعين الاعتبار اي من التأثيرات السلبية، غير مقبول، خاصة نظراً لما قد يسببه من تداعيات على ابسط الامور مثل الهواتف والكمبيوتر، وصولاً لدوامات العمل، والطيران…
ومن الصعب التصديق بأن نائباً سابقاً في التيار لم تقنعه التوضيحات بأن المسلمين سيصومون عدد الساعات نفسه، سواء تم تأجيل الساعة أم لا، وبقي بعض جمهوره يصرّ على أن القادة المسلمين يتحايلون على دينهم..
حتى على ربنا السلام على اسمه بزعبروا... بعدنا منسأل ليش صاير فينا هيك
😭😭😭🤣🤣🤣🤣🤣 لو بتضلوا سنة تقولوا له ما خص تغيير الساعة بعدد ساعات الصيام ما رح يقنع😂 أهضم شي انو يلي كاتبها بيضّل يعلّق ع IQ الناس😭😂 pic.twitter.com/a29EyZvDiS
الأرجح أن الرفض المسيحي للبيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ينطلق من دلالات مقطع فيديو بثته قناة "الجديد"، يظهر فيها الرئيسان المسلمان يقرران شأناً هامشياً وتفصيلياً وتقنياً، هو طلب رئيس البرلمان نبيه بري من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المضيّ بقرار يؤجّل البدء بالتوقيت الصيفي، خلال فترة شهر رمضان.
تقديم أو تأخير الساعة بحد ذاتو منو شغلة مهمة، وأنا ضد تغييرها بالمطلق، ولكن، تقريرها بطريقة هزلية ومسرحية إخراجها مهين لصاحبها قبل كل شي، وتوقيتها وربطها بشهر رمضان بحجة ما إلها أصلًا علاقة بساعات الصوم، رسالة واضحة من ناس مش قارية غيرها بالبلد، حابة تقول "أنا الحاكم". #فكروا_فيا
ورغم أنه قرار تفصيلي وهامشي ولا يؤثر في مسار البلاد اقتصاديا وسياسياً، يعطي الفيديو إشارة واضحة على أن القرارات في السلطة تُتخذ بمعزل عن المسيحيين. ثمة رئيسان مسلمان، واحد يطلب وآخر ينفذ، والاثنان على خلاف مع "التيار الوطني الحر" الرافض للمشاركة في جلسات الحكومة، ويمنع انعقادها بفعل مقاطعة وزرائه فيها، كما يرفض التيار، الى جانب القوى المسيحية الأخرى مثل "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، عقد مجلس النواب لجلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي.
المسيحيون في لبنان ينتحرون وليسوا بحاجة إلى نبيه بري أو نجيب ميقاتي لضربهم. "عمّروا الحيطان" بين بعضهم ويضعون الشروط للجلوس والحوار بسبب لعنة الكرسي في بعبدا. هل حصل هذا التباعد لدى السُنّة؟ هل حصل لدى الشيعة؟ هل حصل لدى الدروز؟ "حرام" المسيحيين...
يعطي الفيديو فكرة عن أن أمور البلد اليومية، الخاضعة لنطاق تصريف الأعمال، تسير بمعزل عن المقاطعة المسيحية، وبأن المسيحيين أنفسهم يتحملون مسؤولية الخروج الطوعي من السلطة، ومقاطعتها، والابتعاد عن آليات اتخاذ القرارات التنفيذية حتى في أمور تصريف الاعمال الضيقة، مرة بسبب المقاطعة، ومرة أخرى بسبب الخلافات المسيحية التي تمنع الاتفاق على اسم واحد لرئاسة الجمهورية.
بس للمعلومات: بجمهوريات الموز والفستق الفاضي ما بياخدوا قرار تأخير موعد تغيير الساعة لأي سبب كان… ما أساساً ارتباط لبنان بالنظام العالمي مش مهم والمهم بس أبو العبد يللي مفروض أنو صايم. هلق لو السنة الماضية ويللي قبلهل ويللي قبل قبلها صام عالتوقيت الصيفي مش مهم🤷♂️🤦♂️
— Tony Abi Najem - طوني أبي نجم (@tonyabinajem) March 23, 2023
ولعل هذه الخلفية، هي الدافع الأبرز لتحويل قضية هامشية الى مسألة طائفية، تبرر الاتهامات بأن المسلمين "يتحايلون على دينهم"، أو "ينوون الصيام ساعة أقل مما هو مفروض عليهم"، ومنح قضية تغيير المواقيت بُعداً وطنياً اقتصادياً ومالياً، رغم السخرية السنوية من تلك القرارات، بالنظر الى أن لبنان ليس بلداً صناعياً، ولا يحتاج الى تغيير لمواقيته ليراعي مسأل شروق الشمس وغروبها، والحصول على أكبر قدر من الضوء لزيادة ساعات العمل، كما ورد في مقطع من إحدى مسرحيات الفنان زياد الرحباني يتكرر سنوياً.
مع المشكل المستجد هلق على قصة تغيير الساعة. ازبط تعليق على هيدا الوضع ال….، إن كان قدّمنا أو أخّرنا الساعة هوّي زياد اللي كان قافر سخافتنا من سنين: pic.twitter.com/Qm0PQWYM7a
اصطف المسيحيون ضد القرار، بينهم نواب وقيادات "التيار الوطني الحر" والنائب نديم الجميل، وناشطون بارزون في مواقع التواصل.. وفي المقابل، سخر المسلمون من هجوم باسيل وتحوله بالنضال من مواجهة النظام، الى مواجهة تغيير الساعة، كما قال مغردون.
هلأ عنجد في مشكل بسبب الساعة 🤦🏻
طيب حفاظا على العيش المشترك قسموها بالنص !!
نحلت أمور البلد كلها وصرنا عم نعمل مشكل ع الساااااااعة !!!!
— علي شعيب || Ali Shoeib 🇱🇧 (@alishoeib1970) March 23, 2023