جلسة الانتخاب الخميس لن تثمر رئيساً...ما المقصود بدعوة بري؟
|
واللبنانيون، بهذا المعنى، باتوا أكثر واقعية، يدركون أن البلاد لا تسير الا بالتوافق. اعتادوا على أن اللعبة الديموقراطية، خالية من شروطها العددية، بمعنى ترك حرية الاختيار للنواب بتسمية رئيس، وليفُز من يفُز في الدورة الثانية بأكثرية الموجودين، في حال لم يفُز في الدورة الأولى التي تتطلب انتخاب رئيس بأكثرية الثلثين.
فوسائل الاعلام تنقل الواقع السياسي، وتستند الى محددات تلك الممارسة، ولا تذهب أبعد في سبيل الضغط، خارج اطار التوافق الذي يحرم الاستحقاقات من سياقاتها المعلبة مسبقاً، علماً أن لبنان لم يختبر في انتخابات الرئاسة منافسة من غير توافقات مسبقة، الا في جلسة انتخاب سليمان فرنجية الجَدّ في العام 1970، حين فاز في الانتخابات بفارق صوت واحد عن منافسه.
|
خلافاً لهذا المنطق، جاءت دعوة بري لانتخاب رئيس، يوم الخميس. تعاطت معها وسائل الاعلام بوصفها مفاجئة، بالنظر الى انه لا توافقات مسبقة، ولا اتفاقات بين غالبية القوى السياسية على شخصية واحدة يتم انتخابها في جلسة انتخاب الرئيس.
وعليه، يتوه جمهور الأحزاب في قراءة الخطوة: هل هي وسيلة ضغط لتشكيل الحكومة التي تعثرت أخيراً؟ أم هي كرة يرميها بري في ملعب القوى السياسية لاختبار جدّيتها بتأمين نصاب الجلسة، وتالياً، فتح الباب أمام انتخاب رئيس وفق آلية الديموقراطية العددية؟
وضع بري القوى السياسية أمام اختبار انتخاب رئيس، بما تراه مناسباً. هي أشبه باستفتاء، وفي حال عدم تأمين النصاب، تتحمل القوى السياسية مسؤولية التعطيل، وتُلغى، بالطبع، فرضية المزاودة بين من يعطل استحقاقات دستورية، ومن يدفع لاجراء الاستحقاق.
|
|
|