رفضَت الحجاب الإجباري.. إيرانية تُعذّب لانتزاع اعترافات قسرية

المدن - ميديا
الجمعة   2022/08/05
بعد أيام قليلة من اعتقال سبيده رشنو، المرأة المحتجة على الحجاب الإجباري، تم نقلها من المعتقل إلى مستشفى طالقاني في طهران بسبب أعراض "النزيف الداخلي الناجم عن الضرب والتعذيب".


وذكرت مؤسسة "هرانا" لحقوق الإنسان في إيران، أن سبب نقل رشنو إلى المستشفى هو "الضرب لانتزاع اعترافات قسرية". ونقلت عن مصدر مطلع: "نُقلت سبيده رشنو إلى مستشفى طالقاني في طهران مع عدد كبير من الحراس ليلاً بسبب خطر حدوث نزيف داخلي، جراء الإصابة في منطقة البطن ويجب تصويرها".

وبحسب أقوال الشهود، في وقت نقلها إلى المستشفى، كانت رشنو تعاني انخفاضاً في ضغط الدم وكانت فاترة وتجد صعوبة في الحركة. ولم يسمح لها رجال الأمن الموجودين بالتحدث مع الآخرين وحتى أثناء فحص الطبيب الذي يعتبر خصوصية للمريض والطبيب، لم يتركوها بمفردها. قبل أن تتم إعادتها إلى المعتقل في الليلة نفسها.

وفي بداية شهر تموز/يوليو الماضي، اعتقلت رشنو، وهي روائية وفنانة وناشطة، بعدما قاومت تحذير سيدة محجبة في الحافلة بضرورة الالتزام بالحجاب، وتم نشر فيديو لهذه اللحظات على مواقع التواصل الاجتماعي وأحدثت ضجة في البلاد. وبعدها تم اعتقال رشنو في أحد مراكز الاعتقال التابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وحُرمت من الاتصال بأسرتها أو بمحام.

وانتشرت حملة في مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، الأسبوع الماضي، احتجاجاً على استمرار اعتقال رشنو والغموض المحيط بمصيرها. ثم عرض التلفزيون الإيراني رشنو للمرة الأولى، بعد عدة أيام من الصمت، السبت الماضي. وعرض التلفزيون لاحقاً اعترافات قسرية لها، ما أثار موجة من الاحتجاجات والتعاطف مع السيدة.


ولم تقدم سلطات القضاء والمخابرات التابعة للحرس الثوري الإيراني حتى الآن أي تفسير أو إجابة عن حالة رشنو الجسدية وسبب نقلها من المعتقل إلى المستشفى. وقالت منظمة "هرانا" أن نشر صورة رشنو وهي ضعيفة وفاترة على التلفزيون الإيراني، ورؤية الكدمات في منطقة عينها، أثار موجة من القلق بشأن صحتها. وازدادت المخاوف بشأن رشنو منذ أن حُرمت من الحق في الاتصال بمحام في بداية اعتقالها.

ومنذ الثورة الإسلامية في البلاد العام 1979، يشترط القانون الإيراني على النساء ارتداء ملابس "إسلامية" متواضعة. وفي الممارسة العملية يعني ذلك أن النساء يجب أن يرتدين "الشادور" وهو عباءة تغطي كامل الجسم، أو غطاء للرأس ومعطفاً طويلاً يغطي أذرعهن.

وشهدت العديد من المدن الإيرانية، منذ كانون الأول/ديسمبر 2017، موجة اعتصامات واحتجاج عدد من الفتيات ضد الحجاب، فيما كشف استطلاع أجراه مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، عن وضع الحجاب في البلاد، في 29 تموز/يوليو 2018، أن 70% في المئة من النساء الإيرانيات يرفضن ارتداء الحجاب.