إيران: جنازات جماعية لعسكريين قتلوا في سوريا

المدن - ميديا
الجمعة   2022/08/05
لم يسهب الحرس الثوري في تفاصيل مقتلهم، باستثناء عبد الله إسكندري المعروف بـ"الجنرال مقطوع الرأس" (أ ب)
تدفق مشيّعون في شوارع طهران لحضور جنازات عدد من الضباط الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم في سوريا، ما يُعدّ شاهداً على الكلفة البشرية لانخراط إيران في الحرب الأهلية واستعراضاً علنياً للحماسة القومية مع استئناف المحادثات النووية في فيينا.


وتم اكتشاف رفات عناصر الحرس الثوري الإيراني مؤخراً في قرية خان طومان الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً إلى الجنوب من حلب، أكبر مدن سوريا، والتي كانت لسنوات الجبهة الأهم في الحرب، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

وكشف الحرس الثوري هويات عناصره الخمسة، إلا أنه لم يسهب في تفاصيل مقتلهم، باستثناء الجنرال عبد الله إسكندري الذي أصبح يعرف باسم "الجنرال مقطوع الرأس" بعد اعتقاله وذبحه على أيدي معارضين سوريين في أيار/مايو 2014. وجرت استعادة الرفات بعد عملية تفاوض طويلة وتحليل الحمض النووي.

وكانت إيران زادت مؤخراً من اعترافها بسقوط ضحايا منذ تدخلها لإنقاذ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، في وجود بَرّي تزامن مع الحملة الجوية الروسية وساعد الأسد على استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد. ورغم أن إيران اعترفت فقط بأن قواتها لعبت دوراً استشارياً، لقي عشرات الجنود الإيرانيين مصرعهم في قتال تنظيم "داعش" ومتطرفين آخرين في سوريا.

وخرجت جنازات عديدة في مدن في أنحاء البلاد هذا الأسبوع، ابتداء من يوم الإثنين في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، قبل أن تتجه جنوباً، لتعيد رفات كل ضابط إلى مسقط رأسه من أجل دفنه. وفي الأثناء، لوح آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في شوارع طهران، مساء الخميس، بالرايات الحمراء لإحياء ذكرى عاشوراء، ورددوا هتافات مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".

وفي كلمة ألقاها قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، أشاد بعودة رفات المقاتلين وبقاء حكومة الأسد. وأضاف: "أردنا بقاء النظام إلا أن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي لم يرغبوا في ذلك. والآن انظروا من بقي في البلد".

من ناحية أخرى، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إن السلطات ألقت القبض على 10 أشخاص للاشتباه في صلتهم بـ"داعش" والتخطيط لشن هجمات في مواقع بأرجاء إيران خلال مسيرات عاشوراء المقررة الأسبوع المقبل. وأضافت الوزارة أن اثنين من عملائها أصيبا في تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المشتبهين في جنوب البلاد وغربها.

يشار إلى أن جنازات عناصر الحرس الثوري تُعدّ في إيران سبيلاً لقياس الرأي العام ولحشد الدعم للنظام الديني الحاكم في وقت أزمات سياسية واقتصادية بالبلاد.

في غضون ذلك، استؤنفت المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق إيران والقوى العالمية النووي المتداعي المبرم العام 2015، يوم الخميس في فيينا، بعد جمود استمر شهوراً، في ما يبدو كمحاولة أخيرة لإنقاذ العملية الدبلوماسية من الانهيار. وتضاءلت آفاق حدوث انفراجة مع تقدم إيران السريع في نشاطاتها النووية تحت إشراف دولي متضائل وتزايد المعارضة السياسية للاتفاق النووي في واشنطن.

في الوقت نفسه، يعاني الاقتصاد الإيراني تحت وطأة عقوبات مكبلة فرضت عليه بعد سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووي، الذي خفف عن طهران العقوبات مقابل فرض قيود مشددة على برنامجها النووي. ومع ارتفاع معدل التضخم ووصوله لمستويات جديدة وتزايد اليأس من تدهور أوضاع المعيشة، سعى المتشددون في إيران لتعزيز الأيديولوجيا القومية. فخلال ربيع هذا العام نظمت السلطات عروضاً لأغنية جديدة بعنوان "أهلا يا قائد!" (سلام فرمانده) وقام فيها أطفال المدارس في أنحاء البلاد بتوجيه التحية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.