"سلام فرمانده": احتفالية لبنان.. سخرية في إيران

قاسم مرواني
الجمعة   2022/07/08
تصوير نشيد "سلام فرمانده" في الضاحية الجنوبية لبيروت (تويتر)
غطّى النشيد الإيراني "سلام فرمانده"، أو "سلام يا مهدي" بنسخته العربية، جميع المناطق الشيعية في العالم، حيث تنظم منظمات وأحزاب قريبة من إيران مهرجانات للأطفال لترداد الأغنية في لبنان والعراق واليمن وحتى في تركيا ومالي في إفريقيا.

في لبنان، تتداعى القرى والمدن التي يشتد فيها نفوذ حزب الله إلى دعوة سكانها للإحتشاد في مواقيت معينة لترديد النشيد، في بنت جبيل وصور والنبطية. 

والواضح أن للنشيد بُعده السياسي، لكنه بشكل خاص موجه للأطفال. ففي فيديو منشور في "تويتر"، يتحدث الخامنئي لشخص يجلس إلى جانبه ولا يظهر في الفيديو ويطلب منه انجاز نشيد مناسب للأطفال، يرددونه أثناء سيرهم وذهابهم إلى المدارس.

بالفعل حاز النشيد على انتشار واسع بين الشباب والأطفال في مختلف المناطق الشيعية. وأثنى مؤيدون لحزب الله أو قريبون منه على ما وصفوه احتشام الفتيات الصغيرات اللاتي يرتدين العباءات ويحرصن على عدم ظهور أي جزء من أجسادهن للعيان.


معارضون إيرانيون داخل إيران وخارجها تفاعلوا مع النشيد، فنشروا فيديوهات ساخرة عبر تطبيق "إنستغرام"، وهو المنصة الوحيدة المتاحة تقريباً في إيران حيث تخفف الرقابة قيودها عنها. ولا تحمل سخرية المعارضين الإيرانيين بُعداً سياسياً، ولا تبدو من خلال فيديوهاتهم سخرية تمسّ بالمحتوى العقيدي والديني للأغنية، بل إن ما استفز هؤلاء الشبان هو  "التزمّت الذي تظهر فيه الفتيات الصغيرات"، حيث يغطين كامل رؤوسهن وأجسادهن بالملابس الطويلة.

ونشرت فتيات إيرانيات فيديوهات لهن يرقصن على أنغام أغنية "سلام فرمانده" بينما ينزعن الحجاب عن رؤوسهن ويتعمدن إظهار أجزاء من أجسادهن في اعتراض واضح على "التزمّت المبالغ فيه في تربية الأطفال". وتعمدت بعض الفتيات المبالغة في إظهار أجزاء من أجسادهن رداً على ما يؤمن به المتدينون المتزمتون بأن جسد المرأة عورة.


ولم تقتصر الفيديوهات على النساء، بل انتشرت فيديوهات أخرى لرجال يرتدون العباءات السّود ويرقصون بسخرية على أنغام "سلام فرمانده"، ويقلدون النساء والفتيات في التفاعل معها وذرف الدموع. كما انتشرت فيديوهات أخرى تظهر المعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني من فقراء يبحثون عن لقمة عيشهم في حاويات القمامة، فضلاً عن الملاحقة الأمنية للمعارضين، وذلك على أنغام النشيد.