أميركا: تظاهرات بعد مقتل رجل أسود برصاص الشرطة

المدن - ميديا
الإثنين   2022/07/04
تظاهر مئات الأشخاص في مدينة أكرون بولاية أوهايو شمال الولايات المتحدة بعد بث مقطع مصور يظهر عناصر شرطة يطلقون النار على رجل أسود أصيب، بحسب محاميه، بستين رصاصة. وبينما دعت السلطات إلى الهدوء، سار حشد نحو مقر بلدية المدينة، رافعاً لافتات تطالب بـ"العدالة لجايلاند".


وقتل جايلاند ووكر (25 عاماً) في 27 حزيران/يونيو أثناء هروبه من الشرطة إثر ارتكابه مخالفة مرورية. ويظهر مقطع فيديو عنيف جداً نشرته الشرطة، الأحد، الشاب وقد اخترق الرصاص جسده وكانت جمعيات مناهضة للعنصرية دعت إلى يوم رابع من التظاهرات، في هذه المدينة التي تقطنها 190 ألف نسمة والقريبة من كليفلاند.

وظلت المسيرات سلمية، باستثناء بعض التوتر الذي سجل عندما اقترب متظاهرون من طوق أمني وشتموا عناصر الشرطة. وقال رئيس المنظمة الأميركية للدفاع عن الحقوق المدنية "NAACP" ديريك جونسون أن ما حصل "جريمة قتل". وأكد "هذا الرجل الأسود قتل بسبب مخالفة مرورية محتملة. هذا لا يحصل للسكان البيض في الولايات المتحدة"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".


وفي ختام تجمع أول بقيت بعض الحشود في الشارع للاحتجاج مع حلول المساء لكن لم تسجل أي أعمال عنف. وقد تواصل الاحتجاج أيضاً حتى المساء، مع بقاء نحو مئة شخص في الشارع لكن هذه المرة سجلت بعض التجاوزات مع إضرام النار في سلال مهملات وتحطيم نوافذ بعض الآليات الثقيلة مثل كاسحات ثلوج، نشرت حول مركز الشرطة لحمايته.

وانتشر عناصر مكافحة الشغب وأطلقوا الغاز المسيل للدموع لصد الحشود. وفيما ظلت المعلومات حول مقتل الشاب الصادرة عن السلطات قليلة جدا لأيام عدة، نشرت سلطات أكرون مقطعين مصورين. الأول عبارة عن تجميع لمقاطع مصورة وللقطات من شاشات كاميرات خاصة بعناصر الشرطة، مرفق بتعليق. أما الثاني فيشمل عملية المطاردة وإطلاق النار بالكامل وأخذ من كاميرا شرطي أيضاً.

وجاء في التعليق المرافق أن ووكر لم يوقف سيارته ولاذ بالفرار وبدأت الشرطة عندها مطاردته وأطلق عناصر عدة من الشرطة النار على سيارته. وبعد عملية مطاردة استمرت دقائق عدة، خرج ووكر من سيارته التي كانت مازالت تتقدم وفر مشياً. وحاول عناصر الشرطة عندها السيطرة عليه بمسدسات تايزر من دون جدوى.

ولحق به عدة عناصر من بينهم إلى موقف سيارات. وتصبح المشاهد عندها مبهمة جداً لدرجة لا يمكن معها تمييز ما حصل بدقة، لكن الشرطة زعمت أن الرجل تصرف بطريقة أثارت خشية من أنه يشكل "تهديداً قاتلاً". وفتح كل عناصر الشرطة المتواجدين النار مطلقين رصاصات عدة. وأعلنت وفاة ووكر في المكان.

ويذكر هذا الحادث بمقتل رجال سود آخرين خلال حوادث مع الشرطة ما أثار احتجاجات واسعة على العنصرية وعنف الشرطة، بما في ذلك جورج فلويد العام 2020.

وقال رئيس بلدية المدينة دان هوريغن أن "كثيرين سيرغبون في التعبير عن سخطهم علناً، وأنا أؤيد تماماً حق السكان في التجمع السلمي". وعبر خلال مؤتمر صحافي عن حزنه الكبير، مضيفاً "لكني آمل في أن يكون الناس مدركين أن العنف والدمار ليسا الحل". وأعلن كذلك فتح تحقيق مستقل.

من جهته، قال بوبي ديشيلو، محامي أسرة ووكر، لصحيفة "نيويورك تايمز": "انا محام منذ 22 عاماً ولم يسبق لي أن شاهدت شيئاً من قبيل ما هو وارد في مقطع الفيديو هذا"، بينما ذكر رئيس الشرطة ستيف ميليت أن تقرير الطبيب الشرعي سجل وجود 60 إصابة في جثة ووكر. وأكد ديتشيلو أن الرجل أصيب بستين رصاصة.

إثر ذلك، أوقِف إدارياً عناصر الشرطة الثمانية المعنيون بمقتل ووكر، في انتظار انتهاء التحقيق القضائي. وكتب نجم كرة السلة الأميركي ليبرون جايمس وهو من أكرون في تغريدة، أنه يصلي من أجل مدينته. وألغت بلدية المدينة مهرجاناً سنوياً كان منتظراً في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لمناسبة العيد الوطني في4 تموز/يوليو، معتبرة أن "الوقت ليس مناسباً للاحتفالات".