موجة نزوح من الإعلام الى التمثيل:شحّ ماليّ وضرورات تسويقية

ميرا هاشم
الأحد   2022/07/31
رولا بقسماتي أبرز الاعلاميات الناجحات في لعب أدوار أولى في المسلسلات


يلتحق الاعلامي طوني بارود قريباً، بموجة الاعلاميين الذين اخترقوا مجال التمثيل، وينضمّ الى سلسلة كبيرة من الوجود التي اختار المنتجون وجوهها، بغرض التنويع والاستفادة من نجومية هؤلاء على الشاشة في أعمال تلفزيونية أو سينمائية.. فيما اختار بعضهم النزوح باتجاه التمثيل في ظل موجة انكماش الانتاج التلفزيوني، وتراجع العائدات المالية، وتقلص انتاج البرامج، باستثناء بعض البرامج السياسية التي تموّل نفسها بنفسها، على محطات التلفزة اللبنانية. 

خلال السنوات، بدت بعض الاعمال الدرامية بمثابة حقل تجارب لوجوه جديدة، إذ سحب بعض المنتجين وجوهاً تلفزيونية الى التمثيل. نجح بعضهم واكمل مشواره، فيما انسحب آخرون إما بسبب عدم تقبل الجمهور لهم أو لأنهم لم يحققوا أنفسهم في المجال، كما حصل في تجارب نجوى إبراهيم وإسعاد يونس ومنى جبر وناهد جبر ودينا عبد الله  أو في تجربتيّ رزان مغربي وطوني خليفة  الذي شارك في 3 أعمال تلفزيونية هي "طالبين القرب" و"همومي مهضومة" و"عيون خائنة"، ولكن التمثيل لم يستهوه وفضّل أن يكمل في مجال الإعلام الذي صنع إسمه فيه. 

وفي ظل رواج موضة أعمال المنصات، وتراجع إنتاج البرامج التلفزيونية، زاد اقبال  المنتجين على اختيار وجوه جديدة من شاشات التلفزة، بسبب كثرة الإنتاجات ووفرتها، وشهدت الساحة الفنية في الأعوام الثلاث الأخيرة نزوح عدد كبير من الوجوه الاعلامية إلى الدراما، من بينها وسام بريدي الذي شارك في مسلسل "ما في 2" قبل مغادرته إلى دبي والعمل فيها، فضلاً عن محمد قيس الذي وقف إلى جانب ماريتا الحلاني في مسلسل "حكايتي"، فيما يطل طوني بارود قريباً في عمل جديد للكاتبة منى طايع.

أما من بين المذيعات اللواتي خضن التجربة، فهناك لمى لوند ونوال بري وساشا دحدوح، وقد سبقتهن كل من كارن سلامة ومنى أبو حمزة التي شاركت بدور صغير في الجزء الثاني من مسلسل "للموت".. لكن تجربة رولا بقسماتي، تعدّ الأبرز بين زميلات المهنة الواحدة، إذ شاركت في مسلسل "عشرين عشرين" وتقاسمت دور البطولة مع تيم حسن ورزان جمال في مسلسل "أنا"، ومع مكسيم خليل وإيميه صياح  في مسلسل "رقصة مطر"، ومع معتصم النهار وبديع أبو شقرا في مسلسل "خرزة زرقا"، كما شاركت جنيد زين الدين وعبودي ملاح  بطولة فيلم "خبصة".

كفاءة وتسويق
المخرج سمير حبشي لا يرى ضرورة بأن يكون من يقف وراء الكاميرا، مشروع ممثل، "لأن التمثيل مجال مختلف تماماً عن التقديم مع الأخذ  في عين الاعتبار أنه بإمكان كل إنسان أن يكون ممثلاً". 

يضيف حبشي: "الشيء الغريب في لبنان أن الجميع يريد أن يصبح ممثلاً حباً بالشهرة. هناك فرق كبير بين الوقوف وراء الكاميرا كمذيع وبين الوقوف وراءها كممثل لأن الثاني يتقمص شخصية غير شخصيته إلا في حال كانت تشبهه كثيراً، وهناك الكثير من الممثلات اشتهرن بأدوار تشبههن، ولم يكنّ بحاجة إلى تركيب شخصية". 

يوضح حبشي في حديث لـ"المدن" أنه "إذا تطلّب الدور أن تلعب شخصية فتاة جميلة وقعت بغرام شخص، فإن هذا الدور يناسبها لأنها جميلة في الأساس وبإمكانها أن تقع في الغرام، أي أنها لا تلعب دوراً صعباً لشخصية لا تعرفها". أما "من تتقمص شخصية صعبة، فيجب ان تكون ممثلة حقيقية، وأن تقوم ببحث عن الشخصية وسيكولوجيتها وطريقة تصرفها". ويؤكد ان "الوقوف أمام الكاميرا وقول جملة معينة، لا يعني أن الشخص أصبح ممثلاً، علماً ان هناك أدواراً سهلة تتطلب مواصفات شكلية معنية تشبه صاحبها في الحياة وبإمكان أي شخص ان يلعبها".  

وعن السبب الذي يدفع بالمنتجين للاستعانة بمذيعات لا يملكن كفاءة الممثل، واختيارهن للعب أدوار البطولة، يوضح حبشي: "إذا كان الدور يشبهها فلا مانع، وأعتقد أن  بعض المذيعات يدخلن المجال للتسلية، لكن المشكلة تقع في حال لم يكن الدور مناسباً". كما يشير إلى أن المنتجين يستعينون بالمذيعات "للترويج لأعمالهم"، ويضيف: "في المسلسلات التركية كل الممثلات والممثلين يملكون قدرا وافياً من الجمال، بينما من نلتقيهم في الشارع لا يملكون مثل هذا الجمال. الجمال عنصر ضروري في التلفزيون لأن الناس يتأثرون بجمال الممثل ويتعلقون به، وهذا الامر يحصل حتى في السينما العالمية، ولكن يفترض به أن يجيد أداء الدور المطلوب منه". 

ويشير حبشي الى انه "في الدول التي تحترم نفسها، يكون إختيار الممثلين مسؤولية المخرج، لأن عمله يتوزع مناصفة بين "الكاستينغ" واختيار أماكن التصوير والتصوير والمونتاج"، مشيراً الى انه "في حال كان الواقع عكس ذلك، فسيكون تعدياً على صلاحيته، لكن في بعض الأعمال يحصل اتفاق منذ البداية بين المنتح والمخرج لإنتاج فيلم لممثل معين ومن ثم يتم إختيار الممثلين المساعدين له، كما أنه في أحيان أخرى يمكن أن يكون أجر الممثل الذي اختاره المخرج لبطولة  العمل أعلى من الميزانية المرصودة له، لذلك يطلب منه المنتج خياراً آخر. المخرج والمنتج شركان في العمل حتى النهاية".   

ولان مقدمي البرامج أو الذين كانوا يعملوا كمراسلين في المحطات التلفزيونية يشيرون إلى أنهم يخضعون إلى تدريب في الأداء تحت إشراف أساتذة متخصصين، يعلق حبشي: "هذا ليس كافياً! ربما يساعد قليلاً وما يقولونه هو مجرد كلام للتسويق".