سوريا: فصل معلمة بسبب "قلة حيائها" في "تيك توك"!

المدن - ميديا
الجمعة   2022/05/27
تعرضت المعلمة السورية، هنادي عثمان، للفصل من عملها بعد الهجوم الذي طاولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب نشرها مقطع فيديو في "تيك توك".

وفيما يتبادر للأذهان أن الحادثة حصلت في مناطق سيطرة نظام الأسد، إلا أنها حصلت في الواقع في أعزاز شمالي حلب، وصدر قرار الفصل من طرف مديرية التربية التابعة لحكومة الائتلاف، بشكل يذكر مجدداً بالمشاكل المتكررة لدى المعارضة السورية، وتحديداً ما يخص حقوق المرأة والأقليات والحريات الفردية.



ونقلت وسائل إعلام سورية معارضة أن المديرية فصلت عثمان من عملها في مدرسة "علي بن أبي طالب" اعتباراً من يوم الأحد المقبل "بعد الاطلاع على مقطع الفيديو الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، رغم أن المقطع ليس "فاضحاً" مثلما كانت الاتهامات تكرر، حيث صور داخل صف مدرسي ولم يظهر من المعلمة سوى قدميها.

واعتبر معلقون أن المقطع المنشور "مسيء للعملية التعليمية" لأن المعلمة وضعت قدميها على طاولة التدريس بينما كانت الأغنية تردد "عمري ما هويت الدراسة.. والجامعة مو براسي".



والمشكلة تظهر في التعليقات الذكورية التي لاحقت المعلمة والتهديدات بقتلها بسبب "قلة الحياء". حيث وصفت بأنها "قليلة أدب" لأن "المدرسة والصف بيت علم وتربية له حرمة واحترام، وليس لتصوير قلة الأدب والتربية". فيما قال آخرون أن مجرد نشر المعلمة لفيديو في "تيك توك" بحد ذاته يعتبر قلة أدب لأن المنصة "مقرفة جداً".

وهذه النوعية من التعليقات ليست حالة فردية بل تتكرر وتلاحق عشرات النساء في سوريا والمنطقة العربية عموماً، وتظهر ميلاً متزايداً للسيطرة على تفاصيل حياة النساء من قبل الرجال في محيطهن الاجتماعي. ويصبح نموذج عثمان مثالاً لقمع وتخويف نساء أخريات بشكل مباشر وبشكل غير مباشر أيضاً.

وتشكل ضغوط المجتمع المحافظ والآتية بصورة دينية متشددة غالباً مشاكل للنساء ليس في ما يخص طريقة التعبير عن الذات فقط، وهو حق لأي إنسان، بل من ناحية عملية أيضاً كما يظهر في قضية عثمان، وبلغ حداً متطرفاً كالاعتقال والملاحقات الأمنية في سوريا وفي مصر التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بقضية "فتيات التيك توك".