بهاء الحريري.. إعادة هيكلة سياسية وتمدد إعلامي

المدن - ميديا
الثلاثاء   2022/05/24
المشروع السياسي يخضع لاعادة هيكلة تتضمن اقصاء اشخاص من سدة المسؤولية
تخضع تجربة رجل الاعمال اللبناني بهاء الحريري السياسية، لإعادة تقييم بعد الانتخابات النيابية، ويمضي القيمون عليها في مسار "إعادة هيكلة" لن ينسحب على المنصات الإعلامية التي تتوسع، وسط تأكيدات بأنه "لا نية لإقفالها"، وهي آخذة في التطور وزيادة الانتشار. 

وكانت محطة الانتخابات النيابية، مؤشراً لافتاً دفع الى ضرورة إعادة هيكلة مؤسسة "سوا لبنان" في عملية تستدعي "فصل أشخاص غير كفوؤين وإعادة التنظيم"، حسبما قالت مصادر مطلعة لـ"المدن"، وذلك ضمن مسار اتخذ القرار فيه، ويقضي بداية بالاستغناء عن شركة CTGroup التي تولت إنشاء "سوا لبنان" وإدارتها، ومن بين المهام اختيار الاشخاص الفاعلين فيها. 

وكان بهاء الحريري قد استعان بالمجموعة الدولية التي عملت على إدارة ووضع خطط استراتيجيات أحزاب كثيرة في العالم، لكن تبين له أنها "لم تحقق النجاح المطلوب في اختيار الأشخاص"، ما استدعى "حملة إقصاء أشخاص وإعادة هيكلة". 

ويرفض القيمون على المشروع السياسي القول إنه فشل، لأن "سوا لبنان" "لم ترشح أشخاصاً للانتخابات، ولم تُعدّ لوائح". ويقول المستشار الإعلامي للحريري، جيري ماهر، إن جلّ ما فعلته هو حملة إعلامية لحث الناس على الاقتراع للتغيير، ومساعدة المرشحين التغييريين والسياديين، إعلامياً، من دون التدخل في تشكيل اللوائح أو تزكية أشخاص بعينهم"، بمعنى أن  "الأمور ظلّت في العموميات".

هذه التجربة، منفصلة تماماً عن المشروع الإعلامي الذي تمثل في "صوت بيروت"، ومنصة "صوت بيروت انترناشيونال" التي "لا تعتبر مشروعاً سياسياً"، حسبما يقول ماهر لـ"المدن"، فهذا "مشروع إعلامي يؤمن به بهاء الحريري كصوت حر ومختلف لإنقاذ لبنان". 

ويقول ماهر الذي يُعدّ شريكاً مؤسساً في المشروع الإعلامي: "المنصة مشروع مستمر لا يوقف ولا ينتهي، ولا نية لإقفاله"، خلافاً للشائعات التي صدرت خلال اليومين الماضيين، وربطت المشروع الإعلامي بالمشروع السياسي، مشدداً على "أننا نعمل على تطويره عبر سلسلة خطوات شرعنا في اتخاذها". 

وعقدت منصة "صوت بيروت انترناشيونال" اتفاقاً، العام الماضي، مع الاتحاد اللبناني لكرة السلة، ينص على حصرية نقل المباريات لمدة أربع سنوات، وهو عقد متواصل. 

ويقول ماهر إن الاستمرارية قرار متخذ، ذلك أن أحد اهداف المنصة "مساعدة الإعلاميين للبقاء في البلد، وقد حقق هذا الهدف، ومستمر في تنفيذه لأنه فتح بيوتاً لكثير من الإعلاميين"، مشدداً على أنه "ليس مشروعاً استثمارياً بل مشروع يمكّن الإعلاميين ويعطي للبنانيين مادة وخبراً نظيفاً، لا يغطي منظومة، ولا فاسدين، ويكرس سيادة واستقلالية لبنان، ويواجه مشروع التمدد الإيراني". 


أول مؤشرات توسيع المشروع، تتمثل في افتتاح مكاتب خاصة للمنصة في وسط بيروت، بهدف "تثبيت وجودنا إدارياً"، وهناك خطة لإنشاء استديوهات ضخمة تواكب خطة التوسع الجديدة، وسط معلومات عن تلقي المنصة عشرات المشاريع والمقترحات لبرامج خاصة، وهناك مسعى للتعاون مع عدد كبير من الإعلاميين "الذين يعدون من الدرجة الأولى في لبنان، مثل الذين نتعاون معهم". 

وحتى تحقيق هذا الهدف، تواصل المنصة تصوير برامجها في استديوهات "ال بي سي انترناشيونال" واستديوهات أخرى في المنصورية، وتعرض بعض المحتوى الذي تنتجه على "إل بي سي" بعد انتهاء التعاون مع "إم تي في" والذي استمر عاماً كاملاً، وتوقف في شهر كانون الثاني/يناير الماضي وشمل العرض والتصوير في استديوهات "ستوديو فيجن". 

يقول ماهر: "لم ينتهِ التعاون على خلاف مع "أم تي في"، على العكس لم تقصر المحطة معنا، كما لم يقصر ميشال المر معنا... علينا تقديم الشكر له لأنه كان مسانداً لنا، لكننا اتخذنا القرار بالعمل بشكل منفصل، وهذا لا يعني أنه لن تعود الى الاستديوهات في مرحلة لاحقة إذا دعت الحاجة".

تعرض المنصة عبر "إل بي سي" مجموعة برامج، بينها "البيت بيتك" و"صوت الناس" و"المجهول" و"سؤال محرج" و"من القلب"، فيما تحصر المنصة عرض بعض البرامج فيها، مثل Hishow و"مع ديانا" و"صفر خوف" وغيرها... 

وتواصل المنصة نشر المراسلين في سائر المناطق اللبنانية، ويرى ماهر أن فريق المراسلين "مهم جداً وهو أحد أعمدة المنصة، كون خبر منصتنا يصل إلى الناس قبل سائر وسائل الإعلام". وذلك رغم الفوارق بين المهام، إذ يعمل الفريق في العاصمة على تغطية الشؤون السياسية، فيما يعمل في الشمال والجنوب والبقاع على "نقل وجع الناس ومعاناتهم من دون الطلب من المراسلين تغطية مواد سياسية بسبب خصوصية المناطق".