الممانعة الخائفة من صورة مهسا أميني

قاسم مرواني
الأحد   2022/10/02
اكتشف محور الممانعة، أثناء عودته بالتاريخ إلى الخلف، أن هناك مظاهرات واحتجاجات ضد ثورته الإسلامية، تحدث العام 2022 في عقر داره، وتم إبلاغه بهذه الأنباء السيئة عبر رسول أتى على صهوة جواد، تم قطع رأسه على صحة السلامة عملاً بتقاليد ذلك الزمن الذي وصل إليه المحور، وما كان منه إلا أن أوعز لأطفاله في كل من لبنان والعراق وإيران واليمن، بشن حملة على مواقع التواصل للدفاع عن جمهوريته الإسلامية.

وليس غريباً حسبما ذكرته تغريدات المحور الممانع أن الحاكم الفعلي لإيران هو الحسن بن المهدي، عجل الله فرجه، وهو حقيقة مازال في مرحلة الغياب. وقد حاول قادة الجمهورية شتى الوسائل لإغرائه بالظهور، ابتداءً من تحضير المقاتلين لأجله، في اليمن ولبنان خصوصاً، وصولاً لكتابة نشيد يناجيه تم إنشاده في جميع أنحاء التواجد الشيعي على الكوكب، لكن أمام إصرار الإمام المهدي (عج) على غيابه، جهز محور الممانعة المواكب، حملوا سيوفهم ورماحهم، اصطحبوا ما ملكت أيمانهم وبدأوا رحلة العودة بالزمن إلى الوراء، إلى مرحلة ما قبل الغياب لإحضاره، بالقوة إذا لزم الأمر.


نتج عن هذه العودة الميمونة إلى زمن الغزوات والفتح الإسلامي، حرمان شعوب بأكملها من العيش في القرن الواحد والعشرين، فهناك فرض الحجاب على النساء وقمعهن، ومنع الاستخدام الحر للإنترنت ووسائل التواصل، وتحويل جميع الموارد الاقتصادية لإيران والدول الأخرى التي تتمتع في نفوذ واسع فيها إلى المجهود الحربي لجنود الإمام، ما أدى إلى فقر مدقع في هذه الدول.

بالنتيجة بدأت الثورة بعدما قامت شرطة الأخلاق الإيرانية بقتل الفتاة مهسا أميني بسبب عدم ارتدائها الحجاب بشكل لائق، وهو ما قال عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: "وفاة سيدة إيرانية في ظروف غامضة"، من دون أن يعلمنا باسمها حتى اعتقدنا أن السيد يحدثنا عن شخص آخر. لم يعلمنا أيضاً بالظروف التي أدت إلى وفاتها، ظروف غامضة كتلك التي أدت إلى "وفاة" الكاتب اللبناني لقمان سليم وغيره من المناوئين لنهج العودة بالتاريخ إلى الخلف.

هكذا، تشكل الصور القادمة من إيران مبعث قلق للمحور، وتنتشر حملات الدعم والتعاطف مع أميني لتشمل العالم كله، في وقت يبقى لبنان الرسمي ملتزماً الصمت، دافناً رأسه في الرمال، محدثاً نفسه: "لا شيء يحدث"، فلا رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس الوزراء ووزراءه ولا رئيس المجلس النيابي يجرؤون على ذكر اسم مهسا أميني علناً، ناهيك عن التضامن. ذكر الاسم نفسه قد يكون له تبعات. حتى السيد نصرالله بحد ذاته لم يذكر اسمها فما بالكم بالآخرين؟