عرضت عباءة نصر الله للبيع.. واختفت من "فايسبوك"

رين قزي
الأربعاء   2022/01/05
ريم حيدر الملقبة بـ"أم العباءة"
كانت ريم حيدر تدرك تداعيات ما أعلنته، ولم تكترث للشتائم التي ستُكال لها عندما عرضت العباءة التي أهداها إياها أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، بعد حرب تموز في 2006، للبيع بمليوني دولار. مضت في الاعلان، وفي خلال أقل من 24 ساعة، باتت خارج السمع. 
وريم حيدر، كانت عبّرت عن أمنيتها بالتدثر بعباءة نصر الله عبر قناة "المنار"، في اليوم السابع من حرب تموز 2006. بعد الحرب، وصلتها "عباءة السيد"، وحملت لقب "أم العباءة".
 

وفي تصريح صحافي، قالت إنه عندما سألها مراسل "المنار": ماذا تريدين من السيد؟، على الفور تخيلت نفسي ببساطة ريم الطفلة التي تحمل لبنان بأكمله، وأركض على عباءة السيد، وأختبئ أنا ولبنان تحت العباءة ريثما تنقضي الأزمة".
 

مثلت ريم مفاجأة لجميع معارفها في ذلك الوقت. هي مؤيدة للمقاومة، ولا تنتمي الى "حزب الله"، وقادمة من خلفية غير دينية، كونها مناصرة لأحد الأحزاب التي تصنف نفسها علمانية في لبنان. لم تكن محجبة، لكن الطلب دفع بحزب الله تسهيل حصولها على "عباءة السيد". 

على مدى سنوات، حافظت "أم العباءة" على صورتها كواحدة من المدللين لدى الحزب. كانت تفاخر بين معارفها بـ"الإنجاز" الذي حققته، وتكيل المديح لنصر الله وللمقاومة. حتى في بدايات الأزمة السورية، كانت مدافعة شرسة عن تدخل الحزب فيها، قبل أن تنقلب الآية في السنوات الأخيرة. 

بعد 17 تشرين 2019، فاجأت حيدر جمهور الحزب بإعلان عن أنها مؤيدة للمقاومة لكنها تعارض الحزب في الملفات في الملفات الداخلية. واظبت على نشر معارضتها لأحزاب السلطة في حسابها في "فايسبوك"، قبل أن تعرض حيدر العباءة للبيع، طالبة مبلغ مليوني دولار. 


وثار جمهور الحزب على "أم العباءة". ولم يستوقفه عرض العباءة للبيع التي "سيشتريها من يستحقها ويجيد الحفاظ عليها" و"يعرف قيمتها".


هاجم جمهور الحزب "أم العباءة" لنزعها من رمزيتها. في اعلانها في "فايسبوك"، قالت ريم حيدر: "للبيع: عباءة مصنوعة من وبر الجمل الخالص. تسمى عند العرب الخادجية وتلبس في المناسبات الكبيرة". وبعد هذا العرض، قالت إنها كانت ملكاً لنصر الله مطالبة بمبلغ "مليوني دولار أميركي كاش فريش دولار".

هاجم جمهور الحزب، حيدر، بكثافة. أسقطوا عنها صفة الوفاء، وقالوا انها "لا تستأهل هدية الحزب". وذهب البعض الى وصفها بالجاحدة، واتهموها بالـ"شو أوف" أو التباهي. وبعد ساعات، أقفلت ريم حسابها. غادرت "فايسبوك". واختفى الاعلان من صفحتها. 

لم تُعرف أي تفاصيل عن أسباب مغادرتها الموقع الازرق، ولا مآلات الإعلان والعروض التي جاءتها. كما لم يُعرف ما إذا كانت تعرضت لتهديد أو انسحبت بهدوء، كما لم تُعرف أسباب إعلانها بيع العباءة، هل هي نتيجة ضائقة مادية، أو التخلي عن إرث الحزب في منزلها.