"الأمانة للمحروقات" تخيب آمال فقراء الشيعة

قاسم مرواني
الإثنين   2021/09/20
صهاريج مازوت "حزب الله" في بعلبك (مصطفى جمال الدين)
يحتاج المواطن المقيم في الجبال أو البقاع، ويملك موقداً واحداً في منزله، خلال أشهر الشتاء القارسةK إلى 15 صفيحة من المازوت شهرياً. هذا الحد الأدني. 
خمس عشرة صفيحة مازوت، يبلغ سعرها بحسب تسعيرة الدولة مليونين و700 ألف ليرة. أما بحسب تسعيرة "حزب الله"، فيبلغ مليونين و100 ألف ليرة لبنانية. في الحالتين لا يستطيع معظم البقاعيين أو سكان الجبال دفعها.

في بيان لها، انتشر في صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت شركة "الأمانة للمحروقات" أسعار مبيع المازوت للمواطنين، وحددت التسعيرة بـ140 ألف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة، وذلك حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الحالي. 

الشركة بررت قرارها بأن وزارة الطاقة اللبنانية حددت سعر مبيع صفيحة المازوت سعة 20 ليتراً بـ10.98 دولار اً أميركياً، أي ما يعادل تقريباً 180 ألف ليرة  لبنانية، وإن السعر الذي حددته الشركة أقل من سعر الدولة وسيتم بيع المازوت الإيراني للفئات التي حددها "حزب الله" سابقاً. 

بدا السعر الذي حددته شركة "الأمانة للمحروقات" مفاجئاً للناس الذين عبّروا عن استغرابهم في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن السعر ما زال مرتفعاً، مقارنة مع القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصاً المزارعين في الأرياف وفي مناطق البقاع اللبناني التي تشتد فيها الحاجة للمازوت شتاءً بغرض التدفئة، ويزيد الصقيع والثلوج والحرارة المنخفضة من استهلاك المازوت في البقاع. 

لم يكن "حزب الله" منذ البداية، يعمل فقط على مساعدة المواطنين على تخطي الأزمة. بدا أن الأمر عائد الى مضاربة تجارية. فتوزيع بعض المازوت المجاني على بعض المؤسسات والبلديات ما هو إلا محاولة للإيحاء بأن الهدف من استقدام المازوت الإيراني هو المساعدة، لكن يبدو أن "حزب الله" يفكر أولاً من الناحية التجارية، طامحاً الى دخول سوق النفط اللبناني من بابه الواسع. 

لم يدخل المازوت الإيراني إلى الأراضي اللبنانية عبر الطرق الرسمية، لم يتم دفع الضرائب المترتبة عليه، لذلك رأى البعض أن السعر يجدر به أن يكون أقل بكثير من السعر الذي حددته شركة "الأمانة". 

لكن استقدام المازوت إلى لبنان عبر سوريا تترتب عليه تكاليف كثيرة تجعل من المتعذر بيعه بأسعار رخيصة. فهناك أولاً تكاليف التفريغ في سوريا ثم استئجار صهاريج النقل، عدا عن الرشاوى التي سيتم دفعها طوال الطريق، من المرفأ وحتى الحدود اللبنانية، كي يُسمح بعبور آمن للمحروقات. 

من اليوم فصاعداً إذاً، سيكون هناك سوقان للمحروقات، وتسعيرتان، واحدة للدولة اللبنانية، وواحدة صادرة عن "شركة الأمانة" التابعة لحزب الله. التسعيرتان لا تتلاقيان مع طموحات المواطنين الذين اعتقد بعضهم، خصوصاً من مؤيدي الحزب، أن إيران ستتقاضى ثمن المحروقات بالليرة اللبنانية وربما على تسعيرة 1500 ليرة للدولار، وأنه سيدفع ثمناً لصفيحة المازوت كما السابق، أي 20 ألف ليرة. 

خيبت "الأمانة" آمال الناس، وخصوصاً الفقراء الشيعة الذين يُعتبرون "البيئة الحاضنة" للحزب، كما خيبت آمال البيئة الحاضنة للحلفاء الذين ما انفكوا يدافعون عن خطوة الحزب لتوفير المازوت في البلاد.