"العتمة".. دليل فرقة موسيقية سوريا نحو النجاح

المدن - ميديا
الأربعاء   2021/08/18


تحول انقطاع الكهرباء في سوريا، الى مادة أساسية لرواج أغنية "يا ويل ويلي" العاطفية التي صورتها فرقة "سفر" في العتمة، ونشرت الكليب في "يوتيوب". 

ومنذ تحميلها على موقع يوتيوب قبل نحو شهر، حازت أغنية فرقة "سفر" على أكثر من خمسة ملايين مشاهدة، وقد ختمت الفرقة الفيديو كليب بكتابة تعليق بسيط "تم إنجاز هذا الفيديو باستخدام جميع أنواع الليدات (المصابيح المشحونة بالطاقة الشمسية والموفرة للطاقة) والبطاريات.. إنها قصة حقيقية". 
ويبدأ الفيديو كليب في غرفة ضيقة مظلمة، يُشعل فيها أحد أعضاء الفرقة ولاعة صغيرة ثم يظهر أعضاء الفرقة الواحد تلو الآخر في العتمة. وفي الغرفة التي تمت إضاءتها بأشرطة تُستخدم للزينة ومصابيح الليد الموفرة للطاقة، يغني شادي: "لا تقول عني قلبي قاسي وأنه حجر.. لا تقول عن عقلي ناسي راح و هجر". 

ويقول أحد مؤسسي الفرقة شادي الصفدي لـ"فرانس برس": "صوّرنا العمل في غرفة صغيرة مساحتها أربعة أمتار، والجو كان حاراً للغاية"، مشيراً الى "اننا كنّا نجبر أحياناً على التوقّف عن التصوير والتسجيل بسبب ضعف البطارية، فنضطر إلى تخفيف الإضاءة.. وبرغم ذلك استمتعنا بإنتاج الأغنية". 

وتفاقمت أزمة الكهرباء في الأشهر الماضية، مع وصول ساعات التقنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد في بعض المناطق، بعدما استنزفت سنوات الحرب قطاعي الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن سيطرة دمشق من جهة وتضرّر محطات التوليد في المعارك من جهة أخرى.

ولا تنتشر مولدات الكهرباء الخاصة إلا على نطاق ضيق جدا بسبب كلفتها الباهظة، غالبا في المؤسسات التجارية والمطاعم، لذلك تعتمد أغلب المنازل على البطاريات من أجل الإنارة وربما شحن الهواتف. ويقول الصفدي: "الكهرباء تأتي ساعة واحدة فقط أو حتى أقل أحياناً، فيما كنا نعمل على مدى أكثر من عشر ساعات في اليوم الواحد". من هنا لم تجد الفرقة حلاً سوى بالتخلّي عن الكهرباء.

على موقع "يوتيوب"، توالت التعليقات على الأغنية وكثير منها تحدثت عن الفيديو كليب. وكتب أحدهم أن الغرفة "تُشبه بتفاصيلها غرف السوريين المُنارة بالليدات"، وعلّق آخر "ان شاء الله تعود الكهرباء إلى سوريا... فليكن (الفيديو) كليب المقبل عن المياه". 

ويقول وافي العبّاس، أحد أعضاء الفرقة، "الأغنية أنجزت بحب، وبكل تأكيد أحبّ الناس الكلمات والموسيقى، لكن الجمهور أيضاً شعر بأن هناك شيئاً لامسه من خلال الفيديو كليب". 

وبرغم أن فرقة "سفر" تأسست قبل نحو عشرين عاماً، إلا أنها المرة الأولى التي يتفاعل معها الجمهور بهذا الشكل الكبير.

ويقول مخرج الأغنية المصورة يزن شربتجي: "حاولنا إنتاجها بأبسط الإمكانات، ولم نتوقع أن تحقق الأغنية هذا النجاح، وأعتقد أن مسألة تصويرها على البطاريات كان له دور بانتشارها على نطاق أوسع". ويضيف: "كنت كلما أزور الشباب أجد الكهرباء مقطوعة. من هنا أتتني الفكرة، لماذا لا نصوّر الأغنية ومن خلالها نلقي الضوء على واقع الكهرباء؟".