حزب الله يعطي مقتل علي شبلي بعداً ايديولوجياً

قاسم مرواني
الأحد   2021/08/01
الجيش يجلي مصاباً خلال الاشتباكات في خلدة (علي علوش)
يعلم "حزب الله" جيداً حساسية المرحلة وتعقيداتها: مفاوضات فيينا، الانهيار الاقتصادي في لبنان، تشكيل الحكومة وغيرها.. الوقت غير ملائم للقيام بأي عمل عسكري خصوصاً في الداخل اللبناني، وعليه كان قد أوعز لمناصريه منذ فترة التزام الصمت على مواقع التواصل والابتعاد عن المناوشات. 

في الوقت نفسه لم يشأ ولم يقدر على ترك قتل علي شبلي يمر مرور الكرام، الرد الذي اختاره الحزب كان شد عصب مناصريه، إظهار القوة ومن ثم العفو تجنباً لحرب مذهبية داخلية. 
وإظهار القوة، من غير التدحرج الى ردة فعل، هو استراتيجية اعلامية اتبعها الحزب. أعطى مناصرو حزب الله وجيشه الالكتروني مقتل علي شبلي بعداً أيديولوجياً. الرجل الذي لم يسمع به أحد من شباب حزب الله وجمهوره والذي يعتبر عنصراً عادياً من عناصره، التقت عنده كل الصراعات الايديولوجية الشيعية كما صوره جمهور الحزب، فقد اعتبر البعض أن القتيل مات وهو يحمي راية الحسين. 
لم يغب الصراع مع العدو الاسرائيلي عن مناصري حزب الله خلال إضفائهم طابعاً أيديولرجياً على مقتل علي شبلي، فراحوا يعددون مآثره خلال حرب تموز العام 2006 زاعمين أنه شارك في المعارك ضد إسرائيل في بنت جبيل، واصفين قتلته بالصهاينة، وقالوا إن ما عجزت إسرائيل عن فعله، "نجحت به أدواتها في الداخل". 

وبما أن العشائر العربية في خلدة، التي خرج منها قاتل علي شبلي ثأراً لأخيه، ينتمون إلى الطائفة السنية، أصبحت تهمة الداعشية جاهزة حيث وصف مناصرو الحزب العشائر العربية بالارهابيين الدواعش، مع كل ما يمثل ذلك في اللاوعي الشيعي الذي تشكل خلال الحرب السورية. 

كان لافتاً بيان الحزب. فقد اكّد في بيانه "رفضه المطلق لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات"، واهاب بالأجهزة الأمنية والقضائية "التصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم، اضافة الى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين". 

ما زرعه حزب الله بالامس من شد لعصب جمهوره، أثمر اليوم مواجهات في خلدة، حين قام مسلحون حزبيون بحضور التشييع وتم تناقل معلومات عن محاولات هؤلاء تمزيق صورة الطفل علي غصن، أخ الشاب الذي قتل علي شبلي، ما أدى لوقوع اشتباكات جهد حزب الله ويجهد لكظم غيظه وتهدئة الأجواء ونزع فتيل التوتر.