فادي إبراهيم لـ"المدن": لا نتقاضى أجوراً..بل نوعاً من المكافأة

ميرا هاشم
الأحد   2021/06/27
القنوات اللنبانية تعاني الآن.. والدراما المشتركة تؤمن للممثل فرصة لتعليم أولاده


يشكو الفنان اللبناني فادي إبراهيم من واقع الحال الذي وصلت اليه مهنة التمثيل والدراما اللبناني في ظل الازمة الاقتصادية، كاشفاً لـ"المدن" ان الممثلين اللبنانيين لا يتقاضون أجوراً، بل يتقاضون نوعاً من المكافآت. 

وابراهيم، هو من أكثر الممثلين تواجداً في الدراما الآن، ينتقل من عمل إلى آخر، شغوفاً بما يقدمه. يقول لـ"المدن" انه يعمل من أجل من يحبهم.. وينسحب ذلك على طلاب الجامعات الذين يساعدهم في التحضير للدبلوم، مثال ذلك موضوع تحضره احدى الطالبات عن التحرش الجنسي بالأطفال، وقد صور معها فيديو من أجل توعية الناس "من خلال معرفتي وخبرتي وإحساسي ومعلوماتي". يبدو فخوراً بدعم كل شخص لديه طموح وأمل وتطلع للمستقبل، وسبق أن فعل ذلك مع طلاب آخرين. يقول: "المسؤولون في لبنان لا يقفون إلى جانب أحد، فهل سيفعلون ذلك مع الطلاب؟"

ويبدو هذا الاتجاه تعويضاً عن عدم اكماله تعليمه. لم يحمل شهادة أكاديمية عالية، ويندم الآن كونه لم ينجزها. بتواضع، يقول: "أنا تعديت على مصلحة التمثيل"، رغم موهبته التي فرضته واحداً من أبرز الممثلين اللبنانيين وأكثرهم حضوراً. حقق خبرة كبيرة أهلته ليكون قادراً على تدريب الطلاب، ويعيش هواجسهم. عند كل استحقاق من هذا النوع، يؤكد: "أنا انسان طبيعي أتعاطف مع من يملكون القدرة على الإبداع". 

يحاول ابراهيم، من موقعه، أن يملأ ثغرة في التشققات الكبيرة التي يعاني منها البلد. يقول: "أبناء الجيل الشاب هم أولادنا، والقوادون (وأنا أعنيها) الذين يحكمون البلد لا يهمهم الناس"، ذلك انه "خلال الاعوام الـ 20 الماضية لا يوجد بينهم من أعطانا بصيص أمل"، متسائلاً: "هل نعيش من أجل الإستمتاع بلحظاتنا أو بثرواتنا كما هم يفعلون! هذا معيب جداً". 

ينفي ابراهيم أن يكون الممثل اللنباني يجمع المال. يقول: "نعيش كل يوم بيوم". ينفعل لدى الحديث عن الأجور. يشدد على انه "من المعيب أن نقول أن ما نتقاضاه أجور"، معتبراً انه "نوع من المكافأة كما ينص قانون النقابة". لم يشفع له حضوره ولا تجربته لذلك، شأنه شأن معظم الممثلين اللبنانيين. يقول: "نحن لسنا محميين، والدولة مسؤولة عن هذا الوضع".

لا يحمل ابراهيم المسؤولية للمنتج اللبناني. "الله يعينه"، يقول، رغم أن المنتج الذي يقدم الأعمال المشتركة يتقاضى ثمنها بالدولار من المحطات العربية. لكن المحطات اللبنانية "تعاني الامرين الآن". 

ذلك الواقع فرضته الازمة المالية، ما دفع بالممثلين اللبنانيين للمشاركة في أعمال مشتركة كي يتمكنوا من العيش. يقول ابراهيم: "يجب أن أعيش. أنا أؤمن مصاريف تعليم إبني في الخارج ولا بد من أن أستمر".

فرص الاستمرار تتضاءل من غير شغف. والحاجة تبرر القبول بأدوار كان يرفضها في السابق. حصل ذلك مع ابراهيم، ويقول انه لعب أدواراً غير راض عنها "ولو على مضض"، حيث "أؤدي (الدور) بشكل صحيح كما تفرض علي أخلاقي وشغفي للمهنة". يقول: "مجرد قبولي بأي دور يفرض عليّ أن ألعبه، إلا أنني لا يمكن أن أتنازل عن استمراريتي واستمرارية عائلتي التي تتحقق من خلالي، بصرف النظر عن كل من يعتبرون أنفسهم مسؤولين عنا". يضيف بحسرة: " الله يسامحهم، لأنهم أنزلونا إلى هذا الدرك". 
يصور ابراهيم في هذا الوقت مسلسل "الزمن الضائع" الذي سيعرض على قناة "الجديد" ومن إنتاج شركة "فينيكس" التي تعاون معها في "رصيف الغرباء" و"ياسمينا" و"كل الحب كل الغرام"، وهي أعمال حققت نسبة مشاهدة عالية جداً لأنها كانت تتناول مرحلة ما قبل السبعينات. كما يحضر لمسلسل آخر بعنوان "الزيتونة" وهي "المنطقة التي كانت بالنسبة للأجيال السابقة مصغّراً عن الحياة في العالم  كله، ويتناول المرحلة التي كان فيها لبنان منارة حقيقية وبلد الإنفتاح على مختلف دول العالم"، كما يقول. 

برأيه، يجب أن تعرّف الدراما المشاهد على "الزمن النظيف". هذا ضروري جداً بالنسبة له. يقول: "إذا لم نتعرف على تاريخنا لن ننجح ببناء المستقبل. مع إحترامي لكل المنتجين، إيلي معلوف هو الأفضل في إختيار النصوص، وتقديمها بطريقة بسيطة تصل إلى الناس".

ويشير ابراهيم الى ان الكاتب شكري أنيس فاخوري إنتهى من كتابة مسلسل "العاصفة تهب من جديد"، وقد تحدث اليه شكري عن المسلسل قبل سنوات. يقول ان فاخوري "هو أفضل من يبني الشخصيات. شخصياته مستقله ومنفردة، مكتوبة ومرسومة بطريقة صحيحة. وكل شخصية لها لغتها، أسلوب كلامها وردود أفعالها، ولا تتكلم كسائر شخصيات المسلسل، وهذا الامر يساعد الممثل على بناء الشخصية".