الأسد في دوما: لا طائفية في سوريا!
وفي العام 2020 شارك الأسد في انتخابات مجلس الشعب لكنه لم يخرج من القصر الجمهوري بل أقيم من أجله مركز انتخابي هناك، في أجواء مسرحية. ورغم أن النتيجة واحدة وهي استعراض الديموقراطية المزعومة أمام الكاميرات، إلا أن الظهور في دوما بموازاة ظهور قادة عسكريين آخرين في مناطق شهدت مجازر، بما في ذلك ظهور العميد سهيل الحسن في قرية كفر عويد بريف إدلب، يشير إلى تنسيق مسبق بشأن التركيز على مناطق معارضة استعاد النظام سيطرته عليها بالقوة العسكرية وسياسة الأرض المحروقة، تأكيداً على فائض القوة الذي يمارسه النظام ويستهزئ فيه بإرادة الشعب السوري.
وبحسب هذا المنطق، فإن ظهور الأسد المنتمي للطائفة العلوية في دوما التي تعبّر عن الغالبية السنية، وشهدت في سنوات الثورة السورية سيطرة لفصائل إسلامية متشددة مثل "جيش الإسلام"، يعطي لمحة عن "الحياة المشتركة" والزعم بانتفاء الطائفية والمناطقية في البلاد، بموازاة تركيز الأسد في تصريحاته المقتضبة على سقوط الحرب الأهلية في البلاد، وهو مصطلح لا يرد كثيراً في الخطاب الرسمي للنظام عادة، مع ميل المسؤولين للحديث عما جرى في سوريا على أنه مؤامرة كونية أو مخطط إرهابي.
لكن اضطرار النظام لتأكيد أن لا طائفية في البلاد، وهي كذبة لا يمكن حتى للموالين تصديقها، هو تأكيد لوجودها وليس نفياً لها بواقع الحال. لأنه لو كان الواقع وردياً لما اضطر رئيس النظام نفسه لتوجيه مثل هذه النوعية من الرسائل التي يخاطب بها جمهوره الداخلي بعد عشر سنوات من الثورة الشعبية في البلاد، والتي رغم أنها لم تكن ثورة سنية ضد القيادة العلوية، فقط، إلا أن الغالبية السنّية في البلاد شكلت العمود الفقري لها، وكانت تنادي في أيامها الأولى بالحريات السياسية وترفع شعارات وطنية جامعة لكل السوريين.
#عاجل
— قناة الاتجاه (@Aletejah_TV) May 26, 2021
الرئيس السوري بشار الاسد: زيارة دوما والانتخاب فيها تأكيد على ان سورية ليست منطقة ضد منطقة او طائفة ضد طائفة pic.twitter.com/dGhV3TqHXH
وكرس النظام طوال عقود من الاستئثار بالسلطة، طائفية عميقة في البلاد، وكان النقاش في الأوساط الموالية حول طائفية الدولة أو علمانيتها المزعومة رائجاً منذ العام 2018 الذي شهد طرح مشروع القانون 16 الذي يعطي وزارة الأوقاف صلاحيات غير مسبوقة، لكن جذور الطائفية في سوريا قديمة وتعد جزءاً من الحمض النووي للنظام، حيث يستأثر أفراد من الطائفة العلوية بالمراكز الحساسة في الجيش والأجهزة الأمنية وفي الحكومة نفسها. مع الإشارة إلى أن النظام أيضاً قام على تحالفات دقيقة بين العلويين ومفاصل الطائفة السنية من الشخصيات الأكثر تأثيراً وتحديداً طبقة التجار في دمشق وحلب على سبيل المثال.
ونشر عشرات الناشطين صوراً للدمار في دوما رداً على الأسد، وركب آخرون شعارات الأسلحة الكيماوية على صور الانتخابات في المدينة، بينما كرر آخرون عبارة "الأسد ينتخب نفسه في المدينة التي دمرها".
من قلب دوما اسدنا يدلي بصوته وهذه رسالة وضربة لكل من خان الوطن #الأمل_بالعمل #سورية_تنتخب_2021 #الأسد_ضمانة_البلد #بشار_حافظ_الأسد pic.twitter.com/PDRVCBGSnV
— معتصم احمد (@hfrLEGXts23IbxB) May 26, 2021
بشار الاسد ينتخب نفسه الآن من دوما
— the dictator is back (@dictator_is) May 26, 2021
.
دوما التي حاصرها لسنوات
دوما التي قصفها بالكيماوي و خنق اطفالها و هم نيام!
دوما التي دمرتها طائراته .
دوما التي هجر اهلها.#عاد_الديكتاتور #لاشرعية_للاسد_وانتخاباته pic.twitter.com/mjnTlJa3lj
رأس النظام بشار الأسد يوجه رسالة أستفزازية للسورين من قلب الغوطة في دمشق. خرج بشار اليوم للأدلاء بصوته الأنتخابي في مدينة دوما وكأنه يقول للسوريين أنا الذي قتلت أطفالكم بالكيماوي في هذه المدينة عام 2015 ها أنا منتصر فوق أشلائهم في pic.twitter.com/tkUmMhLuJq
— وكالة BAZ الاخبارية (@baznewz) May 26, 2021
بشار الأسد وزوجته أسماء يدليان بصوتهما الانتخابي في مدينة دوما بريف دمشق#لاشرعية_للاسد_وانتخاباته
— A.H.M.E.D (@912615M) May 26, 2021
دوما نفسها يلي ارتكب ابشع المجازر بها من كيماوي وسارين دوما نفسها يلي بلكاد تجد بناء لم يقصفهُ طيرانه pic.twitter.com/Vbl2nTaVNd
لن تحلم بتزوير التاريخ إعلامياً وقد دمرنا عروشكم وقتلنا أبنائكم وشردنا أحلامكم تحت نعال أبطالنا .. سنعيد الكرة ولنا صولة وجولة بإذن الله .. #دوما
— خالہٰد ابٰٰو جمالہٰ (@abo_gamal_1) May 26, 2021
pic.twitter.com/IgZIOKqq0c