رحيل فيليب.. أمير الظل لملكة بريطانيا

رين قزي
الجمعة   2021/04/09
نادراً ما تداول رواد مواقع التواصل صورة حديثة للأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية الذي توفي الجمعة، عن عمر يناهز الـ99 عاماً. فما انتشر، صور بالأبيض والأسود، توثق ذاكرة بريطانيا على مدى 70 عاماً منذ خطوبته على الملكة اليزابيت، وزواجه منها، وصولاً الى خدمته العسكرية. 
والعالم، في هذا اليوم، يعيد التذكير بتاريخ بريطانيا. أوقف زمانها، ليوم واحد، عند الأبيض والأسود. "كان يجسد جيلاً"، كما قال رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون. أسقط موريسون التاريخ على حدث، تماماً مثلما فعلت وسائل اعلام عالمية مثل "أن بي سي" التي خصصت جزءاً من تغطيتها لتوثيق حياته العائلية بالصور.

والأمير الذي كان من دعائم العائلة المالكة البريطانية والتاج الملكي على مدى أكثر من سبعة عقود، أمير اليونان والدنمارك قبل أن يتزوج الملكة. ومع أنه عُرف عنه انفعاله وهفواته، عُرف أيضاً بإخلاصه للتاج البريطاني عبر شتّى الأزمات.

وقال قصر باكنغهام في بيان الجمعة: "تعلن جلالة الملكة ببالغ الأسى وفاة زوجها الحبيب الأمير فيليب، دوق إدنبرة"، مضيفا أن الأمير فيليب "توفي بسلام هذا الصباح في قصر ويندسور". وستلزم المملكة المتحدة الحداد الوطني حتى مراسم الجنازة التي ستكون محدودة في ظل انتشار وباء كوفيد-19. وإن كان القانون يجيز إقامة جنازة وطنية لزوج الملكة، إلا أنه أعرب عن رغبته في أن يتم تشييعه في مراسم عسكرية أكثر تواضعا في كنيسة القديس جورج في قصر ويندسور.

لطالما شغلت العائلة الملكية البريطانية العالم بصورتها. في الافراح والاتراح، تحتفظ بتقاليد تميزها عن سائر الاحتفالات في العالم. البريطانيون يقدرون ذلك، ويشاركون بتكريس هذه الاحتفالات. فالعائلة تحتفظ بصورة مبهرة عن ماضيها، تتقن تسويقها في الحاضر بطابع أكثر حداثة.. لكن تلك الألوان في الصورة الجديد، لا تفصلها عن ماضٍ زاخر بالأحداث، تجري استعادته في كل حدث، تماماً كما جرى اليوم. 
فالجيل الجديد، لا يعرف من ماضي العائلة المالكة الكثير. يتكفل الاعلام بإعادة احيائه. تنقل "فرانس برس" عن ساره أليسون (31 عاما) التي هرعت إلى قصر باكنغهام مع طفلتها البالغة أربع سنوات لتكريم الأمير قولها: "عاش حياة مذهلة". هذا ما يعرفه البريطانيون عن حياة العائلة الملكية، وبالتالي فإن اي كشف لها في وسائل الاعلام، سيكون بمثابة بحث في خبايا تعزز هذا الاعتقاد. 
والأمير فيليب المولود في 10 حزيران/يونيو 1921 في كورفو، هو الأمير الزوج الأطول عهدا بعدما حطم الرقم القياسي لأزواج وزوجات ملوك بريطانيا الذي حققته شارلوت زوجة جورج الثالث في 2009.

أرسل إلى اسكتلندا للدراسة فتابع دروسا عسكرية اعتبارا من 1939 في كلية البحرية الملكية في دارتموث بجنوب إنكلترا.

التقى للمرة الأولى في تلك الفترة الأميرة إليزابيث وعقدا زواجهما في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 وأنجبا أربعة أولاد هم تشارلز وآن وأندرو وإدوارد.
تقاعد دوق إدنبرة من مهامه في آب/أغسطس 2017 بعدما شارك في أكثر من 22 ألف مهمة عامة رسمية منذ تتويج زوجته عام 1952.

وفي كانون الثاني/يناير 2019 تعرض لحادث سير حين صدمت سيارته من طراز لاند روفر عربة أخرى عند مفترق في ساندرينغهام وانقلبت. خرج من الحادث سليما غير أنه عدل عن القيادة بعده.

احتفل الأمير فيليب والملكة إليزابيث الثانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بالذكرى السبعين لزفافهما في قصر ويندسور وبهذه المناسبة، قرعت أجراس كنيسة ويستمنستر حيث تزوجا في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 لأكثر من ثلاث ساعات تكريما لهما.