"جرائم المعلوماتية" تسرق ما تبقى في جيوب السوريين

المدن - ميديا
الجمعة   2021/01/22
العقيد شاليش: "معظم الجرائم سب وشتم وتشهير"
كشف العقيد لؤي شاليش، رئيس "فرع مكافحة الجرائم المعلوماتية" التابع للنظام السوري حصيلة الضبوط التي سجلت في الفرع خلال العام 2020، ما يعكس مدى مراقبة مخابرات النظام لمواقع التواصل بغرض ملاحقة وتتبع المنتقدين.


ونقلت وسائل إعلام موالية عن شاليش أن "الجرائم الأكثر وقوعاً في مجال الجرائم المعلوماتية هي جرائم السب والشتم عبر الشبكة وجرم التشهير الذي هو من قبيل الذم ووصلت نسبتها إلى 70 بالمئة من إجمالي الضبوط المنظمة خلال العام الفائت"، وفق تعبيره، وهي اتهامات يكيلها النظام السوري لصحافيين وناشطين وأفراد عاديين ممن ينتقدون السياسات الرسمية، حيث يعمد المسؤولون لاستجرارهم إلى فرع الجرائم المعلوماتية بعد تقديم دعاوى بحقهم، في فئات الشتم والقدح والذم.

وأشار شاليش إلى أن "جرم نشر معلومات كاذبة عن أشخاص عبر الشبكة" بلغت نسبتها 15 بالمئة، ومن ثم جرم الاحتيال عبر الشبكة بكل أنواعه وبلغت نسبته 9 بالمئة، حسب تقديراته. وتابع أن "عدد الضبوط المسجلة لدى الفرع وفي أقسام مكافحة الجرائم المعلوماتية في فروع الأمن الجنائي 2334 ضبطاً خلال العام الفائت 2020"، ما يعني حصد النظام لمبالغ مالية لا تقل عن 24 مليون ليرة سورية، حسب تقديرات وسائل إعلام معارضة.

وبحسب شاليش، بلغ عدد الموقوفين خلال هذه الفترة 150 شخصاً، في حين تجاوز عدد إذاعات البحث 300 إذاعة، كما تجاوز عدد البلاغات 900 بلاغ، مشيراً إلى أن الفرع يجرم عمل الاتجار بالمواد المدعومة بالحبس لمدة سنة والغرامة المالية وفقاً لقانون حماية المستهلك رقم 14، ويضاعف الحد الأدنى من العقوبة وفقاً للمرسوم 17 لعام 2020 الماضي.

وتلقى الجرائم المعلوماتية اهتماماً من جانب حكومة النظام، بوصفها المدخل "القانوني" لقمع الناشطين، المعارضين والموالين على حد سواء، وأصدرت قراراً بإحداث محاكم مختصة بهذا النوع بجميع درجات التقاضي بدءاً من مرحلة الصلح والبداية إلى النقض بما فيها محكمة جنايات المعلوماتية.

وقبل العام 2018 لم تكن في البلاد محاكم متخصصة في الجرائم الإلكترونية، بل كان يتم تحويل المتهمين بمس هيبة الدولة مثلاً، إلى محكمة قضايا الإرهاب غالباً، لكن وزير العدل السوري السابق نجم الأحمد، كشف حينها أن الوزارة بصدد إحداث محاكم متخصصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية لأنها "كانت جزءاً من الحرب المعلنة على سوريا واستخدمت بغية التحريض على الأعمال الإرهابية" حسب توصيفه الذي يظهر تعريف النظام الواضح لماهية الجريمة المعلوماتية/الإلكترونية.

وسبق أن أقرت رئيسة النيابة العامة المتخصصة بجرائم المعلوماتية والاتصالات التابعة للنظام هبة الله سيفو، قانوناً ينص على السجن ستة أشهر على الأقل وغرامة مالية تقدر بين ألفين وعشرة آلاف ليرة سورية لكل سوري يذيع في الخارج أنباء كاذبة من شأنها أن تنال من هيبة الدولة داخل البلاد أو خارجها، حسب وصفها.