وسائل الإعلام تبحث عن السكوب في قضية غنى البيات

المدن - ميديا
الإثنين   2021/01/18
فيما شكلت قضية السيدة غنى البيات التي حرمت من ابنتها ذات الخمسة عشر يوماً، آخر فصول معاناة النساء من الطائفة الشيعية مع مسائل الحضانة والقوانين والإجراءات في المحاكم الجعفرية، فإنها شكلت أيضاً تذكيراً بالطريقة التي تتعامل بها وسائل الإعلام المحلية مع هذه النوعية من الأخبار التي، رغم كونها قضايا رأي عام، تبقى شديدة الخصوصية في بعض جوانبها.

وأشار ناشطون ومغردون لبنانيون إلى الطريقة التي غطت بها قناة "الجديد" تحديداً، للحظة تسلم البيات لطفلتها كارما في مكتب محاميها وسام المذبوح، حيث شكل النقل المباشر مشهداً مستفزاً لاختراقه خصوصية الأم والطفلة في لحظة شديدة الحميمية، من أجل تحصيل "سكوب إعلامي" ومزيد من المشاهدات، لا أكثر.

الجديد نقلوا لايف استلام غنى البيات لرضيعتها كرما بمكتب محاميها. كتير ثقيل المشهد، وبشع وبيكسر القلب. اذا بجرب حط مشاعري...

Posted by Nay El Rahi on Sunday, January 17, 2021


وإن كانت التغطية بعيدة عن اللباقة اللازمة في مثل هذه اللحظات الإنسانية، فإنها كانت بعيدة أيضاً عن المهنية المطلوبة، وخصوصاً إفساح المجال أمام زوج البيات وصديق له أيضاً، لتقديم "وجهات نظرهم" حول القضية في أجواء استعراضية. والأسوأ من ذلك هو أن السيستم اللبناني ككل، يجعل النساء من أمثال البيات، مضطرات أحياناً للانجرار إلى هذا المستنقع الذي يتضمن التوسل والاستعطاف والبكاء على الشاشات الباحثة عن الربح الآتي من الاستثمار في الفضائح، لأن القوانين نفسها تجعلها مواطنة من الدرجة الثانية، ضعيفة وبلا حقوق.

وفي هذا السياق لا تصبح وسائل الإعلام المحلية الباحثة عن السكوب، جزءاً من الحل مثلما تروج لنفسها، بل هي جزء من المشكلة، أي أن غياب الإصلاح الحقيقي يجعل من هذه النوعية من المآسي الشخصية، أمراً مستمراً، يولد المزيد من القضايا المستقبلية التي تكفل حتماً المشاهدات.

والمخيف أن تعويم البطولات الوهمية التي تقدمها التلفزيونات تحديداً، بدل الحلول الحقيقية، يذر الرماد في العيون ويخفي الدور الحقيقي للناشطين والمنظمات التي تعمل على الأرض منذ سنوات لصالح الوصول إلى تغيير حقيقي، على الأقل في نصوص القوانين الحالية. وفي القضية الحالية، فإن المسألة ككل انتشرت في مواقع التواصل أولاً، ولم تأت نتيجة جهود استقصائية مثلاً من قبل وسائل الإعلام، التي شكلت ردة فعل متأخرة فقط.