سوريا: أستاذ جامعي مُوالٍ يقترح تحويل الطوابير لتظاهرات!

المدن - ميديا
السبت   2020/09/26
أحد طوابير البنزين في دمشق (تويتر)
في العام الماضي مع أزمة البنزين السنوية، كانت قنوات الإعلام الرسمي في سوريا تعمل على تبسيط مشهد الطوابير ووضعه في إطار الصمود والتحدي المطلوب من ناحية ضرورة صبر الشعب السوري على العقوبات. واليوم مع تكرار الأزمة وعودة مشهد الطوابير بشكل أسوأ من أي وقت مضى، لم يتغير الموقف كثيراً، بل امتد إلى دعوة أستاذ جامعي إلى تحويل الطوابير إلى تظاهرات احتجاجية ضد العقوبات الاقتصادية الأميركية و لدعم الصمود والتصدي.

وأثار اقتراح الدكتور أحمد أديب أحمد، المحاضر في كلية الاقتصاد بـ"جامعة تشرين" في اللاذقية، سخرية واسعة بين الموالين والمعارضين على حد سواء، خصوصاً أنه اتهم حكومة النظام بسوء إدارة الأزمة، ليس من ناحية ضرورة توفيرها الخدمات للسوريين الذين بات أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر حسب الأمم المتحدة، بل لأن الحكومة لا تستغل الطوابير من أجل التنديد بالحصار حسب تعبيره، مضيفاً أن "هذه الفكرة لنثبت للعالم أجمع أنه رغم الحصار نحن مع السيد الرئيس ولن نتخلى عنه شاء من شاء وأبى من أبى".

وقال أحمد عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" أن الطوابير "فرصة إيجابية أمام الأفرع الحزبية وأفرع الشبيبة لماذا لا يستغلونها؟  تحويل الطوابير إلى وقفات احتجاجية.. بكتابة يافطات رافضة للحصار والعقوبات. مثلاً: هذه الطوابير بسبب العقوبات.. طوابير الحصار على سورية.. ارفعوا حصاركم لنعود لبيوتنا. وهكذا، مع صور للسيد الرئيس والعلم الوطني. وتوزع على المنتظرين. ويأتي الإعلام السوري والعربي والعالمي ليصور هذا".

فرصة إيجابية أمام الأفرع الحزبية وأفرع الشبيبة لماذا لا يستغلونها؟ تحويل الطوابير إلى وقفات احتجاجية.. بكتابة يافطات...

Posted by ‎الدكتور أحمد أديب أحمد‎ on Tuesday, September 22, 2020


والحال أن صور الطوابير لم تتوقف عن الظهور في مواقع التواصل خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة على الأقل، مع تفاقم أزمات النظام في توفير الضرورات الأساسية للحياة في مناطق سيطرته، والتي تختلف بحسب الموسم، لا أكثر، فإلى جانب أزمة الكهرباء التي تشهد تقنيناً شديداً في الأشهر الأخيرة، تفاقمت أزمتا الخبز والبنزين، بعد قرارات جديدة أصدرها النظام قضت تخفيض مخصصات تلك المواد، ما أدى لزيادة أعداد الطوابير في البلاد وسط مخاوف بشأن فيروس كورونا.

وتجاوز سعر ليتر البنزين الواحد في السوق السوداء حاجز 2000 ليرة سورية، كما الحال في مادة الخبز الأساسية التي وصلت إلى 700 ليرة للربطة الواحدة، فيما صدرت قرارات لتقنين الخبز عبر البطاقة الذكية. وبموازاة ذلك كانت تصريحات الموظفين في الإعلام الرسمي ووزارة الإعلام، تنفي وجود المشكلة، بالقول أن من يشتكي من وجود الطوابير يشكل "طابوراً خامساً"، وأن الطوابير تتواجد في أرقى الدول الغربية من أجل أمور بسيطة مثل الوقوف على الدور في مكتب البريد.

والجديد في موضوع المحروقات، هو الطريقة الهزلية التي يحاول بها النظام الترويج لحلول مزيفة، مثلما حصل في مدينة حماة التي اعتمدت فيها "اللجنة المركزية للمحروقات"، الخميس، آلية جديدة لتعبئة البنزين، أشبه بسحب "اللوتو" تدخل حيز التنفيذ السبت، حسبما نقلت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية.

وتتضمن الآلية الجديدة التي قوبلت بسخرية واسعة، أن تعبّأ السيارات الخاصة من محطات الوقود في حماة، بمعدل رقمين فقط كل يوم، حيث تُعبأ يوم السبت السيارات التي تنتهي لوحاتها بالرقم 0 و1، ويوم الأحد لتعبئة السيارات التي تنتهي لوحاتها بـ2 و3، والاثنين للتي تنتهي لوحاتها بـ4 و5، والثلاثاء للسيارات التي تنتهي بـ6 و7، والأربعاء لـ8 و9، أما يوم الخميس فيخصص لسيارات "البيك أب" والدراجات النارية.