كرامة الرئيس فوق كرامة عائلات الضحايا؟

المدن - ميديا
الأحد   2020/08/09
حجم الاهانات التي تلقاها العهد، على خلفية توقيف العسكري المتقاعد موريس الشمعي، تعادل ثورة بحد ذاتها، ووضعت العهد في موقف محرج امام اللبنانيين الذي ينتفضون لمحاسبة المسؤولين عن الفساد الذي أدى الى كارثة المرفأ، فيما تنشغل القوى الامنية بملاحقة الناشطين. 

والشمعي، كان قد حطّم صورة رئيس الجمهورية ميشال عون في وزارة الخارجية لدى اقتحامها بعد ظهر السبت. وبدلاً من أن يحتفي أنصار التيار بتوقيف الفاسدين، احتفلوا بتوقيف الشمعي، واصفين ما جرى بأنه انجاز. 
اين الانجاز في توقيف ناشط؟ وهل كرامة الرئيس أغلى من كرامة مئات الضحايا الذي قتلوا وجرحوا ودمرت بيوتهم؟ وأين تقع الاولوية الآن؟ أليس لتركيز الجهود الامنية على ملاحقة الفاسدين والقتلة؟ 

تلك الاسئلة التي طرحها الناشطون الذين انتقدوا الاداء البوليسي للعهد، تظهر أن الاحتقان سينفجر بالعهد. فقد اختار اسوأ توقيت لملاحقة الناشطين، فيما لم تظهر بعد ملامح مضبطة الاتهام المطلوبة بحق المسؤولين عن تفجير المرفأ. وسألت مغردة مؤيدة للعهد: "أليس لدى العهد مستشارين يقولون له ان هذا التوافق لا يجري في التوقيت المناسب"؟

على ضفة المعارضين، انفجر الاحتقان بوجه العهد والاجهزة الامنية. بالعبارات التي كتبها العونيون احتفالاً بالصورة المسربة لموريس، وعلى وجهه كيس من القماش، دفعتهم لتوجيه كل الغضب باتجاه عون الذي يمارس التخويف والترهيب بحق الناشطين، في وقت يجب ان تكون الاوليات في مكان آخر لبلسمة آلام الجرحى والمصابين، والعمل على اعادة المهجرين الى منازلهم.