"التلفزيون العربي" يكشف أسرار سفينة "نترات الأمونيوم" في بيروت

المدن - ميديا
الجمعة   2020/08/07
يكشف "التلفزيون العربي"، مساء الجمعة، بالوثائق، سر "سفينة الموت" حاملة مادة "نترات الأمونيوم" إلى لبنان التي انفجرت في مرفأ بيروت، الثلاثاء، وأدت إلى كارثة إنسانية.


ويجري التلفزيون مقابلة مع قبطان السفينة الروسية بوريس بروكوشيف، وهو أوكراني الجنسية، في أول تصريحات لوسيلة إعلام عربية، بعدما خرج عن صمته، الخميس، بإجرائه مقابلة مثيرة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية التي تميزت عن كافة وسائل الإعلام العالمية، بتغطيتها للحدث اللبناني، بإعطائها الأولوية لتقديم معلومات بدلاً من التحليلات الشخصية فقط.

ويعرض التقرير ضمن برنامج "العربي اليوم"، الساعة  الخامسة مساء بتوقيت غرينيتش. لإلقاء الضوء على المادة الكيميائية التي سببت أسوأ انفجار غير نووي في التاريخ، حسب تقديرات خبراء عالميين، وكيفية وصولها إلى بيروت، رغم أنها كانت متوجهة إلى موزامبيق في أفريقيا.


وبحسب "نيويورك تايمز" كانت السفينة التي رفعت علم دولة مولدوفا، مستأجرة من طرف رجل أعمال روسي يعيش في قبرص يدعى إيغور غريتشوشكين، لنقل شحنة نترات أمونيوم تزيد عن 2000 طن إلى ميناء بيرا في موزمبيق. وانطلقت الشحنة من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا، وتوقفت في تركيا بسبب خلاف البحارة السابقين على الراتب، ثم تم التعاقد مع القبطان بروكوشيف لاستكمال الرحلة من تركيا إلى موزمبيق مقابل مليون دولار.

وبحسب مكتب محاماة لبناني يمثل الشركة، كانت الشحنة في طريقها إلى موزمبيق لاستخدام المواد في صناعة المتفجرات، وأكد القبطان أنه لم يستطع عبور قناة السويس لأن المالك أخبره أنه لم يعد قادراً على تأمين المال الكافي لدفعه، وطلب منه التوجه لميناء بيروت لتحميل شحنة آلات ستوفر لهم الأموال اللازمة لعبور قناة السويس، مضيفاً أن السفينة وصلت إلى لبنان بعد شهرين من إبحارها من جورجيا.

وذكر بروكوشيف لـ"نيويورك تايمز" أنه عندما وصل إلى بيروت وجد أن السفينة لن تتمكن من تحميل هذه الآلات لأنها قديمة وبلغت من العمر بين 30 - 40 عاماً ولم تعد تتحمل المزيد من الأوزان، وحينها، وجد المسؤولون اللبنانيون أن السفينة غير صالحة للإبحار واحتجزوها لعدم دفعها رسوم الرسو في المرفأ، وعندما حاول البحارة الاتصال بغريشوشكين مالك السفينة، للحصول على المال للوقود والمواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فشلوا في الوصول إليه، وقال بروكوشيف: "على ما يبدو أنه ترك السفينة التي استأجرها".



وأشار القبطان إلى أن ستة من أفراد الطاقم عادوا إلى منازلهم، لكن المسؤولين اللبنانيين أجبروه وثلاثة من أفراد الطاقم الأوكراني على البقاء على متن الطائرة حتى يتم حل مشكلة الديون، وطبقاً لمحاميهم، فإن قيود الهجرة اللبنانية منعت الطاقم من مغادرة السفينة، وكافحوا من أجل الحصول على المواد الغذائية والإمدادات الأخرى. وصرح بروكوشيف أن مسؤولي الموانئ اللبنانية أشفقوا على الطاقم الجائع وقدموا الطعام، لكنه أضاف أنهم لم يظهروا أي قلق بشأن شحنة السفينة شديدة الخطورة، وقال: "لقد أرادوا فقط الأموال التي ندين بها".

وجذبت القضية الانتباه  في أوكرانيا، حيث وصفت التقارير الإخبارية حينها، الطاقم العالق بأنهم "رهائن محاصرون على متن سفينة مهجورة"، كما ناشد القبطان سفارة بلاده. وفي النهاية اضطر بروكوشيف إلى بيع وقود السفينة واستخدام عائداته لتكليف مكتب محاماة لبناني بالدفاع عنهم، وحذر المحامون السلطات اللبنانية من أن السفينة معرضة خطر "الغرق أو التفجير في أي لحظة". وبالفعل أمر قاضٍ لبناني بإطلاق سراح طاقم السفينة لأسباب إنسانية في 2014، بينما تم نقل الشحنة المميتة إلى العنبر 12 وبقيت هناك حتى يوم الانفجار.