الشيف بوراك..واجهة السباق التركي–الأوروبي على لبنان

رين قزي
الخميس   2020/08/20
انقسم اللبنانيون على ابتسامة الشيف بوراك أوزديمير، حين كان يوزع المساعدات في أحياء بيروت المنكوبة، الأحد، من غير ان يتطرق النقاش الى أصل الحضور ودلالاته، وافتعال النقد على خلفية ضحكة اشتهر بها بوراك خلال جولاته لتوزيع المساعدات في الداخل التركي.


والشيف بوراك، هو الصورة الإعلامية التركية الاكثر فعالية التي تستطيع الاضاءة على الدور التركي في أي بقعة جغرافية عربية. فهو يتمتع بحضور واسع، ويعرفه كثيرون ممن تابعوا عروضه في إعداد الطعام الأشهى، وقصدوا مطعمه "المدينة" في اسطنبول للاستمتاع بتلك العروض مباشرة. الرجل أشهر من وزير خارجيته، وبإمكانه أن ينجز ميدانياً ما يعجز عنه الملايين من أبناء بلده. 

بهذه الخلفية، حمل مساعدات الهلال الأحمر التركي، ووزعها على سكان الأحياء البيروتية المنكوبة، وأعد فيديو يلخّص حضوره في الزيارة القصيرة، ونشرها في حسابه في "انستغرام" اليوم الخميس. 

الفيديو يلخص زيارته إلى بيروت، برفقة فرق الإغاثة التركية لتقديم المساعدات، تلبية للحملة التي أطلقها "الهلال الأحمر" التركي بعنوان "مد يدك إلى بيروت الجريحة"، لجمع التبرعات في تركيا لمساعدة المتضررين من الانفجار. وسبق أن صرّح الشيف بوراك أنّ ستكون له، كل شهر، زيارة إلى لبنان لتقديم المساعدات، وأنه سيذهب الشهر المقبل إلى مدينة طرابلس.

وتأتي الزيارة في ظل سباق عربي-تركي-أوروبي على لبنان. الأخير يتصدره الدور الفرنسي الذي تمثل في زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون، تلتها المساعدات التي بادر الى جمعها من شركاء أوروبيين وعرب لمساعدة لبنان. وتأتي في لحظة تباين فرنسي – تركي على ملف التنقيب عن الغاز في اليونان. 

وظللت زيارة ماكرون، الدور التركي الذي بدا ضعيفاً، مع ان المنظمات والجمعيات القريبة من تركيا، حضرت من شمال لبنان الى المناطق المنكوبة لتقديم المساعدات والمساهمة في تنظيف آثار الدمار، وعرضت تقارير عنها في القنوات التركية التي أولت اهتماماً كبيراً للملف.. ولم يتردد عرب الكارنتينا وسواهم من التأكيد عن تلقيهم مساعدات تركية. 

امام هذا المشهد، تم اللجوء الى صورة بوراك لتفعيل الدور التركي وتسليط الضوء عليه. خوفاً من التلاشي، جرى الاعتماد على جماهيرية الشيف الأوسع شهرة في المنطقة العربية، وهو المعروف عنه دوره الانساني في توزيع المساعدات في مناسبات اسلامية (شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى) على الفقراء في الداخل التركي. 

هذه الرمزية الإعلامية، لم يلتفت اليها مغردون صوبوا على ابتسامة بوراك. انقسموا حول دلالاتها في حضرة العزاء الكبير. لم يناقشوا في الصورة السيئة لتقديم المساعدات على المحتاجين، وما يترتّب عليها من إحراج للمستهدفين بالمساعدة. وإذ تجاهلت النقاشات ابتسامة بوراك و"شخصيته"، لم تطاول البُعد الدعائي في الصراع الدائر في المتوسط من على الجغرافيا اللبنانية. 

كما في العالم العربي، ثمة وظائف للمشهورين. وما فيديو بوراك سوى جانب من الصراع الذي سيتجلى بملامح طائفية، بين الأشرفية المسيحية ذات البُعد الأوروبي، وطرابلس الإسلامية ذات البُعد التركي والعربي، والتي سيزورها بوراك لاحقاً كما قال.