"دليل على التعذيب".. هكذا يستجوب التلفزيون الإيراني المعتقلين

المدن - ميديا
الإثنين   2020/07/13
وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" بث التلفزيون الإيراني "اعترافات" جديدة للصحافي البارز روح الله زم الذي حكمت عليه محكمة الثورة الإسلامية مؤخراً بالإعدام، بأنها "اعتراف ودليل واضح على التعذيب".

وأوضحت المنظمة في تغريدات رصدتها وسائل أعلام أميركية متخصصة في الشأن الإيراني، أن هذا الاستجواب التلفزيوني هو "اعتراف واضح من النظام الإيراني بتعذيب السجناء، والتعذيب أكبر مثال على الجرائم ضد الإنسانية"، مضيفة أن زم حُرم من الحق في لقاء عائلته واختيار محام له طوال فترة احتجازه في الحبس الانفرادي.

وكان التلفزيون الإيراني الحكومي بث، مساء الجمعة الماضي، مقابلة أخرى مع الصحافي المعتقل زم، الذي اختطفته استخبارات الحرس الثوري أثناء رحلة له من باريس إلى بغداد، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على الرغم من وضع مذيعي ومسؤولي التلفزيون الإيراني على لائحة العقوبات الأميركية والأوروبية لمشاركتهم في الاعترافات القسرية للمعتقلين السياسيين.

وأدار المقابلة، وهي الثانية لزم على التلفزيون الرسمي، مقدم التلفزيون الإيراني علي رضواني، الذي اتُهم سابقًا بالتعاون مع جهاز استخبارات الحرس الثوري لتسجيل الاعترافات القسرية للعديد من المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، علماً أن العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمون مصطلح " المحقق - الصحافي" لوصف الأشخاص الذين يجرون المقابلات في برامج الاعترافات التلفزيونية هذه في إيران.

يذكر أن محكمة إيرانية حكمت، الشهر الماضي، بالإعدام على زم، مدير موقع "آمد نيوز" المعارض، بعد إدانته بـ" الفساد في الأرض" وتهم عديدة منها "إثارة الاضطرابات" و"تحريض الناس على الاحتجاجات" و"التعاون مع الأجهزة الأمنية في الدول الأخرى"، و"صلاته بشبكات في الداخل والخارج".

وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني، في شباط/فبراير الماضي فيلماً "وثائقياً" يتعلق "بارتباطات روح الله زم"، علماً أن منظمة العفو الدولية "أمنستي" طالبت مراراً السلطات الإيرانية بالكف عن بثّ "اعترافات متلفزة" لمشتبه فيهم على اعتبار أن في هذه الأساليب "خرقاً لحقوق الدفاع". وسبق للتلفزيون الإيراني أن عرض فيديو لزم، جالساً على كرسي إلى جانب علمَي إيران والحرس الثوري، يقول فيه أنه نادم على مناهضته "للثورة الإسلامية"​.

وكانت "الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان" نشرت أواخر الشهر الماضي، بالتعاون مع منظمة "العدالة لإيران" تقريراً يوثق ما لا يقل عن 860 حالة اعتراف قسري ومحتوى تشهيري في قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ضد المواطنين والمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي. كما أكد التقرير أن كل تلك الاعترافات التي بثت خلال السنوات العشر الماضية، عبر التلفزيون الإيراني الرسمي، "بشكل منهجي" تهدف إلى "بث الخوف".

وبعد الضغوط الدولية الكثيرة على إيران والاحتجاج عليها لوقف الاعترافات التلفزيونية، غيرت الإذاعة والتلفزيون من طريقة بث الاعترافات، لتصبح على شكل مقابلات تجريها مع المتهمين، خصوصاً السياسيين المحكومين بالإعدام والذين أرغموا على تلك المقابلات تحت تعذيب أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.