OTV مرجع للأخبار الزائفة: تقرير كورونا الذي أضحك العالم

المدن - ميديا
الثلاثاء   2020/05/26
زعمت ان التشريح في ايطاليا أثبت أن "كورونا" بكتيريا وليس فيروساً (غيتي)
غرق تلفزيون "او تي في" في خطأ مميت، حين تبنّى تقريراً أجنبياً يندرج في خانة الأخبار الزائفة ونظرية المؤامرة، لنفي فرضية وجود فيروس "كورونا"، وهو ما وضعه في قفص الاتهام بأنه "غير مهني" و"غير موثوق". 


وبدأ رواد مواقع التواصل بتناقل مقطع فيديو لتقرير من نشرة أخبار القناة، عرضته مساء السبت، تبنّت فيه تقريراً باللغة الانكليزية، ينقل عن وسيلة إعلام ايطالية أن الأطباء في ايطاليا خالفوا توصية منظمة الصحة العالمية، وقاموا بتشريح جثث متوفين بتأثير الفيروس، ووجدوا أنه "ليس فيروساً بل بكتيريا تسبب الوفاة عبر تكوين جلطات الدم"، وأن "العلاج يكون بالمضادات الحيوية"! 
واللافت ان التقرير الأصلي الذي نشرته منصة Medium، أزالته بعد النشر، علماً أن هذه المنصة تتيح لأي كان نشر ما يشاء على طريقة التدوين الحر، وبالتالي لا معايير واضحة أو مهنية للنشر. لكن "او تي في" لم تتحقق من ذلك، وانزلقت الى الدعاية القائلة بأن "كورونا" ليس فيروساً، وأن هناك مؤامرة تقودها منظمة الصحة العالمية ضد البشر بهدف اخضاع سكان العالم للقاحات، وقتل العدد الكبير من الناس، والسيطرة على الأحياء، وتقليل عدد سكان العالم، بحسب ما ورد في نص Medium.

هذا التبني، يفتقد فعلاً للمهنية والحيادية. فهو لم يأخذ على الجانب الآخر توصيات منظمة الصحة العالمية وتشخيصها، ولم يستند الى رأي أي طبيب أو اختصاصي لإيضاح ماهية الفيروس وطريقة العلاج والوفاة. أعدّت القناة تقريراً يفتقد الى "ألف باء الاعلام"، وتبنت أخباراً زائفة fake news، ومعلومات غير علمية، مُسلِّمة بالمؤامرة و"الإثارة" وبحقيقة المعلومات التي ذهب كثيرون الى نفيها ودحضها، ومن بينهم ناشر التقرير الاساسي. 

وتحولت القناة الى مصدر لهذه المعلومات. فصفحة "ايطاليا اليوم" في فايسبوك، نشرت التقرير من "او تي في" ونشرت مقطعاً من دقيقتين مأخوذ من OTV معلقة عليه بأنه "فضيحة"، قائلة: "أطباء إيطاليا يفجرون مفاجأة حول فيروس كورونا، ويتهمون منظمة الصحة العالمية بالخديعة"، وهو المنشور الذي حظره "فايسبوك" كونه يحتوي على "معلومات خائطة"، علماً أنه حقق 3.3 مليون مشاهدة، في أقل من 24 ساعة وأعيد نشره 87 ألف مرة. وصار مرجعاً لصفحات كثيرة أخرى، فضلاً عن تناقله عبر تطبيق "واتسآب".

وادعى التقرير أن سبب هذه الجلطات هي بكتيريا، والوفاة تكون بسبب نقص في توريد الأوكسجين. لكن الحقيقة أن العديد من الدراسات أجريت في مختلف دول العالم، وأكدت أن بعض حالات كورونا (تختلف النسبة من دراسة إلى أخرى) أظهر تشريحها جلطاتٍ رئوية، ولم يفترض أي من الدراسات أن سبب الجلطات هو بكتيريا، بل على العكس، فمعظمها أكد أن هذه الجلطات هي من الأعراض المُحَظة في بعض حالات كورونا. وهو ما ورد في تقرير "منظمة الصحة العالمية"