الطلاب اللبنانيون في بيلاروسيا.. الفيديوهات خشبة خلاصهم الوحيدة

نور الهاشم
الخميس   2020/04/02
لا تحويلات.. ومضطرون لحضور صفوفهم في ظل نقص في التجهيزات الوقائية
"يجبروننا على الذهاب الى الجامعات.. وفي الوقت نفسه، يقولون ان الوضع خطير، لكن السلطات لن تغلق البلد منعاً لضرر إضافي في الاقتصاد".

بهذه الكلمات، يشكو طالب في بيلاروسيا، حال اللبنانيين الخائفين، وذلك خلال اتصال مباشر مع الاعلامي مالك مكتبي عبر صفحته الخاصة في "انستغرام". يوصل مالك رسالة هؤلاء الى السلطات اللبنانية المعنية. في الرسالة، "نحن مع أي خطوة تحمينا، فالمدينة لا تزال على طبيعتها". 

وما كانت هذه الأصوات لترتفع لولا سيل الفيديوهات التي انتشرت في مواقع التواصل وتطبيقات "واتسآب". فقد عانى الطلاب اللبنانيون في بيلاروسيا من أزمتين، إحداهما القرارات المحلية المرتبطة بعدم اقفال المدينة وعدم إعلان الطوارئ فيها، والثاني تداعيات الأزمات اللبنانية لا سيما موضوع التحويلات المالية للخارج. 

في المقام الأول، سقط ملف الطلاب اللبنانيين في بيلاروسيا من لوائح وزارة الخارجية اللبنانية لإعادتهم الى لبنان ضمن رحلات اجلاء اللبنانيين في الخارج المنتظر وضع آلية لها. هذا التطور، دفعهم إلى اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي للاضاءة على ملف بالغ الدقة، يتعلق بمعاناة 700 طالب مجبر على حضور المقررات الجامعية 6 أيام في الاسبوع، ولا يمكن لهم ألا يحضروا المقررات، كي لا يعاقبوا برسوبهم في الصف الدراسي. 

يقول طالب في مقطع فيديو: "نحن نعيش في أسوأ الظروف وتواصلنا مع القنصلية في مينسك... لكن لا جدوى حتى الآن بإنتظار الأوامر من وزارة الخارجية اللبنانية". 

ومع أن التصحيح الفوري الذي قامت به وزارة الخارجية لملف هؤلاء، عبر الطلب اليهم بملء الاستمارات في القنصلية اللبنانية في بيلاروسيا، قد عالج جزءاً من المشكلة، الا أن الملف الآخر المرتبط بمخاوفهم وضعف إمكاناتهم لم يُستبعد من مواقع التواصل التي انتشرت فيها فيديوهات تظهر مناشدات اولئك الطلاب. 

يقول طالب في مقطع فيديو انتشر في صفحات محلية: "إلى متى هذا الإستهتار نحن عرضة للخطر ومجبرون على متابعة الدروس في الجامعات 6 أيام في الاسبوع.... حتى أبسط الأشياء ما عم نلاقي معقمات ولا كفوف حتى الكمامة غير متوفرة.... وضعنا بخطر بخطر بخطر". 

ويعاني هؤلاء أيضاً مشكلة التحويلات المالية، فكيف يسددون كلفة التعليم من جهة، وكيف يتمكنون من الانفاق على انفسهم من جهة أخرى؟ ويطالبون بتأمين مستلزمات حياتهم عبر مساعدات من الدولة اللبنانية اليهم. 

والحال ان مواقع التواصل كشفت تقصيراً في الدولة اللبنانية. ألا تدرك وزارة الخارجية من الاساس أن هناك مئات الطلاب في بيلاروسيا؟ ما هي مقاربة الحكومة لملف هؤلاء ولمساعدتهم ولتمكينهم وحمايتهم؟ 

تبدو الاجابات على تلك الاسئلة متعذرة في هذا الوقت، ذلك أن الأزمات اللبنانية أكبر من أن يتم تحديدها في ظل كباش سياسي متنامٍ. علماً أن ملف اعادة اللبنانيين، يخضع للكثير من الحسابات السياسية والاقتصادية والمالية، وللمناكفات أحياناً بذرائع صحية.

وحدها صرخات الاستغاثة تصنع ضغطاً على الحكومة. ومع أنها غير كافية، إلا أنها الوسيلة الوحيدة المتاحة للبقاء على قيد الحياة في عالم ينخره فيروس "كورونا".