"صفقة جزار الخيام": "حزب الله" بمواجهة جمهوره

نور الهاشم
الثلاثاء   2020/03/17
(علي علوش)
لم يكن أمام السلطات اللبنانية والقضاء اللبناني، الا مواجهة عاصفة الانتقادات التي تلت حكم المحكمة العسكرية القاضي بوقف التعقب عن العميل عامر الفاخوري، بقرار آخر. صدر الحكم عن مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية، بتمييز القرار، ثم بمنع السفر عن المتهم.



لكن العاصفة، هبّت على الثنائي الشيعي، وطاولت "حزب الله" الذي لم يقتنع جمهوره ببيانه التصعيدي، وطالبه بتحرك اضافي لوقف القرار والتعامل معه "بالقوة التي يتعامل فيها مع ملفات أخرى"، تلك المرتبطة بالحزب مباشرة. 

فما جرى خلال 12 ساعة من صدور القرار حتى صدور قرار نقضه، أفقَد الحزب السيطرة على جمهوره، وكاد يخسر كل تراكماته من الانجازات خلال الصراع مع اسرائيل. في "تويتر" عاصفة.. وفي الشارع عاصفة أخرى.. وفي الشاشات، حلفاء للحزب يترقبون موقفه وينتظرون تدخله، منعاً للقول بأنه أذعن للضغوط الأميركية التي لم تعد خافية على أحد.
 


والحال ان القرار، وضع علاقات الحزب مع حلفائه على المحك. يقول حبيب فياص، أحد المقربين من الحزب: "يلومونني لأنني لم أتحدث عن العميل الفاخوري! طيب ماذا عساني أقول طالما أن المتواطئ، أياً يكن، لا ريب أنه مسرور بفعلته لأنه سيقبض لاحقاً ثمناً كبيراً جداً، وآخر همه ماذا يحصل في الداخل اللبناني وهو يعلم أن أكبر فضيحة في البلد لا تعيش أكثر من يومين، وبعدين العالم بتسكت وبتنسى!"


جمهور الحزب يتحدث عن "صفقة"، لكنه لا يعرف تفاصيلها. تململ واضح في التغريدات، وغضب عارم، ووجوم في الوجوه. يقول مغرد: "الهيمنة على القرار في لبنان هي لأميركا والصيت لإيران". ومن لم ينتقد الحزب، ألمح الى ضعفه في مواجهة القرار، وصب جام غضبه على القضاء. 


تقول مغردة محسوبة على الحزب: "نعم يا كرام سيسافر الفاخوري وسيبقى القاضي الذي تخاذل في قضية العميل يصدر أحكامه بإسم الشعب اللبناني". فيما قال آخر: "الفاخوري ما طلع لحاله، في قاضي قرر يطلعه، وهيدا القاضي لا أنا عينته، ولا وصل عمركزه بامتحان".

والحال ان القضاء في هذه الواقعة، لا يمكن أن يصدر قراراً بمعزل عن تغطية سياسية، بالنظر الى ان تسويق القرار بدأ منذ 6 أشهر، وهو ما يتضح في لقاءات المسؤولين الأميركيين، وبينهم السفير ديفيد هيل، مع القيادات اللبنانية. ورغم ذلك، جرى استهداف القضاء والقاضي الذي أصدر القرار. 

لكن ذلك، لم يلغِ حالة الغضب على الدولة التي شارك فيها سياسيون. وإذ اعتبر البعض أن الصفقة أسوأ من "صفقة القرن"، اعتبر وزير المال الأسبق، النائب علي حسن خليل، أن "الإفراج عن #العميل الفاخوري قرار نرفضه وسنقف بوجهه كما كل الشعب اللبناني، لأنه لا يشبه لبنان وتضحياته وتاريخه المقاوم".