#تيار_العار: زمن الكانتونات.. لولا كسروانيون يحتضنون الطرابلسيين

المدن - ميديا
الخميس   2020/02/06
زياد اسود بين مناصريه في صورة مذيلة بعبارة: مع #النمر بعد عملية الدعس
الصورة الاحتفالية التي بثها أنصار النائب زياد أسود الى جانبه بـ"الانتصار" على ناشطين مدنيين لاحقوا النائب على مدى يومين في مطاعم كسروان، تظهر بما لا يحمل الشك توق هؤلاء الى زمن مضى، لم يكونوا جزءاً منه، لكن حنينهم اليه أكبر من أي اعتبار لوثيقة العيش المشترك. 

في غرفة متواضعة، لا تظهر على أنها منزل أو مكتب، يتحلّق هؤلاء حول نائبهم. ذلك الذي استعرض فتوته قبل ساعات على الناشطين. كتبوا أسفل الصورة: "مع النمر بعد عملية الدعس"! 

أسود، بات نمراً في نظر هؤلاء. وواقعة الاعتداء على ناشط قادم من طرابلس الى كسروان، هي "دعس". استخدموا مصطلحاً بائداً، يذكّر بمصطلح أنصار "البعث" إزاء معارضيهم. فقد بات البعض مضرب المثل بالنسبة لأسوَد، وأنصاره. 

غير أن الاخطر في الواقعة، هي التفرقة المناطقية. من وجهة نظرهم، ابن طرابلس غريب. ابن طرابلس، مسلم. وجاء الى معقل المسيحيين في كسروان، تلك المنطقة التي تتمتع برمزية كبيرة، كونها تحتضن مقر البطريركية المارونية، وتتمثل في خمسة نواب موارنة. 

بهذا المعنى، برأيهم، ثمة مسلم يدوس أرض الأقحاح، وهو أمر يستوجب أن يولد نمر لم يسعفه الزمن بأن يعيش في زمن "النمور"، إبان الحرب اللبنانية، لأن العونيين وصلوا اليها متأخرين في ذلك الزمن، وخاضوها من بوابة "الدولة". 

ورغم سكون هذه اللهجة الطائفية منذ 17 تشرين، أيقظها العونيون هذه المرة. أشعلوها وحدهم بلا مناصر ولا مؤازر. فالشارع المسيحي، الماروني على وجه التحديد، من خصوم التيار السياسيين، (الكتائب والقوات) تخطوا هذه الحقبة، وتجاوزا هذا الخطاب الطائفي، على قاعدة ان الانتفاضة تجمع ولا تفرق. فتمت مواجهة العونيين بالإدانة تحت وسمي #تيار_العار و#تيار_الشبيحه. وقالت النائبة بولا يعقوبيان تعليقاً: "بكامل قواهم العقلية يريدون اعادة لبنان الى الحرب الأهلية.. بعد فيه شوية ناس ما قتلتوهم وما هجرتوهم وما جوعتوهن". 

العونيون يلوذون بالطائفية الآن، بهدف عملقة "المارد الماروني"، بعد فشل الأدبيات الخطابية الأخرى من "إصلاح" و"تغيير" وغيرها من أدوات الخطاب الاستنهاضي. وجدوا أنفسهم وحيدين في جولات الانتفاضة المتجددة، فلم يبقَ أمامهم الا استعراض بطولات طائفية، حتى لو كانت ضد ناشط أعزل جاء من طرابلس ليقول لزياد أسود انه نائب عن أمة، وليس عن فئة واحدة، فتمت معالجته بخطاب "شو جابك على كسروان"؟

هذا التعرض، دفع محامين لبنانيين للتقدم بدعوى قضائية ضد مرافقي أسود. فقد تقدم خمسة محامين هم فادي محمود سعد وعمر عارف الكوش وميشال ديب فلاح ومحمد زياد جعفيل وجهاد خالد أبو عمو، بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية، ضد مرافقي وأتباع النائب زياد أسود وهم: ماريو عبود وشادي عطية وإيلي فرزان وطوني عماد وجوزف الزغيب وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو متدخلاً أو محرضاً، في جرائم إثارة الفتن وتحقير الأديان والذات الإلهية.

ويأتي هذا الإخبار، بعد قيام مرافقي أسود بالاعتداء على مجموعة من الشبان والمواطنين، مطلقين عبارات وتصرفات مشينة تثير الفتن وتحضّ على النزاعات الطائفية والمناطقية.

وأرفق المحامون "إخبارهم" بوثائق وصور وتسجيلات، ومنها صورة تجمع النائب أسود مع "شلة" المرافقين، احتفاء بما اقترفوه.

من جهة ثانية، نشر ناشطون كسروانيون، العديد من النصوص والصور التي تظهر مؤازرتهم لمواطنيهم اللبنانيين، وخصوصاً أهل طرابلس، ووقوفهم في وجه التيار الوطني الحر وزياد أسود وشبيحته، قائلين إن هؤلاء لا يمثلونهم، إضافة إلى دعوة ثوار لبنان لاستقبال ثوار طرابلس في كسروان مساء اليوم "رفضاً للطائفية وممارسات أزلام السلطة لزرع الفتنة".