رامي نوفل: إعلامي أسدي لاجئ في فرنسا!

المدن - ميديا
الخميس   2020/11/26
لا يعرف السوريون اسم رامي نوفل جيداً، فلا أحد يتابع التلفزيون الرسمي السوري الذي كان نوفل واحداً من أبرز إعلامييه طوال سنوات، قبل أن يصبح لاجئاً في في فرنسا، لكن اسمه انتشر مؤخراً في مواقع التواصل، إثر تقارير من وسائل إعلام معارضة، تحدثت عن قضيته كحلقة في سلسلة أحداث وصول شخصيات مرتبطة بنظام الأسد إلى أوروبا عبر سيستم اللجوء.


وتختلف حالة نوفل قليلاً عن حالة شخصيات أخرى لاحقتها أجهزة الأمن الأوروبية إثر دعوات وتبليغات مدعمة بالأدلة، وتظهر مشاركة مجرمي الحرب في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما حدث في السويد العام 2017 التي كانت أول دولة أوروبية تحاكم جندياً سابقاً شارك في جرائم حرب قبل حصوله على حق اللجوء.

والمختلف أن نوفل كان إعلامياً لم يحمل السلاح، لكنه كان يدافع عن كل سياسات النظام السوري في الشاشة الرسمية حتى العام 2018، علماً أنه وصل إلى باريس قبل نحو شهر تقريباً قادماً من العاصمة اللبنانية بيروت، بعد حصوله على تأشيرة لدخول البلاد من السفارة الفرنسية هناك، من أجل تقديم اللجوء على الأراضي الفرنسية. وقال موقع "زمان الوصل" أن نوفل يزعم في أحاديثه بأن من سهل له الحصول على تلك التأشيرة هو سفير فرنسي سابق في دمشق تربطه به علاقة وطيدة.



وبحسب المعلومات المتداولة، فإن نوفل تقدم بطلب لجوء لدى السلطات الفرنسية واللافت أن مقابلته مع المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية "Ofpra" حددت في الأيام القليلة المقبلة، وهو أمر مستغرب للسرعة القياسية جداً للإجراءات مقارنة بباقي طالبي اللجوء السوريين في فرنسا، والتي تقدر وسطياً كمدة انتظار للمقابلات بين 3 أشهر و20 شهراً.

ولم يكن نوفل إعلامياً عادياً أو صوتاً من الدرجة الثالثة، بل كان شخصية أساسية على الشاشة الرسمية، فكان يقدم الأخبار الناطقة باللغة الفرنسية، ثم قدم الأخبار باللغة العربية ضمن النشرات الأساسية، وكان واحداً من أعضاء الفريق الإعلامي المرافق لنظام الأسد في مفاوضات جنيف، أكثر من مرة، لتتم بعدها ترقيته ويمنح الحق في إعداد وتقديم برامج  حوارية مباشرة في القناة السورية الرسمية، وركزت في برامجه على التغطيات الميدانية ومواكبة "انتصارات الجيش العربي السوري"، ومازالت مقاطع الفيديو الخاصة به منتشرة في "يوتيوب" والصفحات الموالية في مواقع التواصل.

وبحسب "زمان الوصل" التي تمتلك فريقاً خاصاً بتقصي المعلومات حول مجرمي الحرب السوريين في أوروبا، فإن نوفل لم يكن في أحد الأيام معارضاً، وحتى بعد توقفه عن العمل في التلفزيون الرسمي، لم يظهر لينشق أو ليتحدث عن كواليس عمله، ولم يعلن وقوفه مع المدنيين السوريين أو الثورة السورية. فيما اتهمه لاجئون وإعلاميون موجودون في فرنسا بأنه يحاول التقرب منهم منذ وصوله إلى باريس، بغرض "التعرف عليهم ومعرفة قصصهم وإيهامهم بقدرته على مساعدتهم بجلب عائلاتهم من سورية الى فرنسا"، وقدم نفسه على أنه معارض قبل أن تنكشف حقيقته لهم.

وانتشر مقطع فيديو لنوفل في مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه نوفل مع شخص واجهه على ما يبدو بحقيقته كـ"شبيح إعلامي" للنظام السوري، واللافت أن نوفل لم ينكر ذلك بل تفاخر به، وقال أنه مرسل من قبل النظام مهدداً الصحافيين الذين يريدون الكشف عن ماضيه بالقول بأنه يفتخر بذلك الماضي المعروف لوزارة الخارجية الفرنسية والسفير الفرنسي ومدير مكتب وزارة الخارجية، حسب تعبيره.