ما حقيقة ظهور طرزان في غابات سوريا؟
وكررت صفحات سورية الحديث عن ظهور طرزان في غابات دريكيش السورية، ثم قيل أنها في جبال الساحل السوري التي تعرضت لحرائق واسعة خلال الشهرين الأخيرين، قبل القول أنها في أحراش الحسكة شمال شرقي البلاد قرب الحدود العراقية.
خبر عاجل عاجل
— Naya (@Na99ya) October 26, 2020
ظهور طرزان في سوريا في غابات دريكيش
"" ياحبيبي كملت 😭🤦♀️ ""
ياجماعة مطولة ٢٠٢٠ لتخلص حاسة على اخر السنة رح نحتفل قدام شي كهف ونحنا حاطين ريشة ع راسنا 🌚😂😂😂😂 pic.twitter.com/CtNt7J0RJo
ثم انتقلت الصور نفسها إلى الأردن في عطلة نهاية الأسبوع، مع القول أنه ظهر في أحراش منطقة عجلون الأردنية.
الناس هسهست
— حلآ 💙 (@7loOoljor) November 1, 2020
ظهور شخص في أحراش
عجلون يدعي أنه طرزان....
طرزان فرع الأردن....#الوضع_ما_يطمن pic.twitter.com/2bgu7gcSLy
وأوضحت منصة "مسبار" للتحقق من الأخبار الكاذبة أن الصور التقطت بالفعل لكن سياقها مضلل. وتعود في الواقع إلى منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لجلسة تصوير فنية قام بها مصور كردي يُدعى محمد عبد الله من منطقة بردرش في محافظة نينوى العراقية.
رای ئێوە لەسەر ئەم کارە فۆتۆگرافییە نوێ و جیاوازەی فۆتۆگرافەری کورد موحەمەد عەبدوڵڵا چییە؟ لەبارەی ژیانی خۆیەوە دەڵێت:...
Posted by Focus photo on Wednesday, October 14, 2020
ورغم أن الأمر يبدو أشبه بنكتة، إلا أن آلية انتقال الأخبار الكاذبة في المنطقة العربية تبدو مثيرة للاهتمام، وتعبر في هذه الحالة عن نوع من التطرف الذي قد يذهب إليه السكان المحليون، من ناحية اختلاق السياق المضلل أولاً وتصديقه ثانياً، تعبيراً عن اليأس من الواقع المؤسف الذي تتضافر فيه عوامل اقتصادية وسياسية قاهرة، تجعل هذا النوع من الأكاذيب، قابلة للتصديق لأن الحياة اليومية باتت مليئة بحوادث مشابهة.
فقط في #سوريا تنعدم ثقافة الإنسان، هُنا الإنسان لا شيء، في سوريا فقط يموت الإنسان أو يُذل دون الحاجة لأي مُبررات
— ward alex ツ (@ward_alex12) October 28, 2020
"وضع الناس داخل أقفاص على طابور الخبز بسبب انعدام ثقافة الوقوف المنتظم على الدور" هكذا تم التبرير للحادثة pic.twitter.com/bYkMUks2HW
وفي سوريا تحديداً تنتشر يومياً قصص لم تكن لتخطر في بال أحد قبل عشر سنوات، وفيما يتفوق الخوف الذي ينشره النظام على خيال كتاب الرعب أنفسهم، فإنه من الممكن تصديق وجود الكمية الكافية من العدمية التي قد تدفع الأفراد للانعزال عن المجتمع على طريقة طرزان، لأن المجتمع نفسه بات مساحة مفتوحة للجرائم والعنف المجاني، كان آخرها الصور الآتية من العاصمة دمشق لأقفاص حديدية ركبها النظام السوري على طوابير الخبز، قبل إزالتها، مروراً بالصور الآتية من حلب لاعتداءات على نفس الطوابير أدت لجرح شخص طاعن في السن وإصابته بشكل بليغ.
إلى كل مؤيد يقول نعيش بأمان وسلام
— أبو النور الحمصي (@abo_alnoor_1977) October 31, 2020
فأين الأمان والسلام وكبار السن يُضربون ويُهانون لمجرد أنهم يطلبون الوقوف على طابور الخبز
هل فقد الإحساس وتبلدت المشاعر
أم أن الكرامة لم تعد تعنيكم
هذا ماجنت أنفسكم بتأيدكم لمن قتل أهلكم وإخوانكم pic.twitter.com/GDQWHty9Ki
وبالطبع فإن الحالة السوريالية في البلاد تكتمل بوجود تناقضات موازية، فعلى سبيل المثال، تم الاحتفاء خلال الأسبوع الماضي بوصول أول شحنة من هواتف "أي فون 12" إلى سوريا، برعاية من أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، رغم العقوبات الأميركية الصارمة على النظام عموماً. ومن المثير أن الغالبية الساحقة من السوريين لا تستطيع تحمل تكلفة الهاتف الذي لا تعمل معظم خصائصه في سوريا أصلاً، علماً أن الأمم المتحدة تقدر أن عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر يتجاوز 80%.
ووسط ذلك كله، يصبح بالإمكان استيعاب السبب الذي يجعل من هذه الأخبار الكاذبة قابلة للتصديق ضمن البيئات المحلية، مهما بدت تلك الأخبار سخيفة ومضحكة للمراقب الخارجي.
الطابور الذي أنتظر ليلة الأمس امام مقر شركة ايما تيل في #دمشق للحصول على هاتف آي فون الجديد ..
— Ahmad Alshame ⚪ (@ahmadal_shame) October 24, 2020
انهم من شريحة تجار الحروب والشبيحة في مناطق النظام ..محال ان يقف هؤلاء على طابور البنزين او الخبز او الغاز .. pic.twitter.com/GBKbGjzULX